رغم تزايد حالة الاحتقان وسط عناصر قيادية في حزب المؤتمر الشعبي العام، الموالي للمخلوع، علي عبدالله صالح، بسبب إقدام جماعة الحوثيين الانقلابية على تصفية عدد من عناصر الحزب، بتهمة الهروب من ميادين المعارك في نهم وصرواح، إلا أن المخلوع تجاهل مطالبات قيادة حزبه، وضرب بها عرض الحائط، وأحجم عن إصدار أي بيان يدين جماعة الحوثيين. كما وجه صالح القيادات الميدانية الموالية له، بتجنب أي احتكاكات مع الحوثيين.

وقال مصدر إعلامي داخل حزب المؤتمر الشعبي، إن أجواء من التوتر والغضب تسود بين عناصر الحزب، بعد مقتل العشرات من أفراد الحرس الجمهوري، بنيران الجماعة الانقلابية التي اتهمتهم بالفرار من ميدان المعركة، مضيفا أن السبب الرئيسي في مقتل تلك العناصر يعود إلى رغبة الحوثيين في قتلهم وتصفية حساباتها مع قيادة الحرس الجمهوري.

 التهديد بالانتقام

وأشار المركز إلى أن حوالي 34 من عناصر الحرس الجمهوري لقوا مصرعهم في جبهة صرواح، بنيران الحوثيين، من بينهم عدد من أبناء القبائل، الذين أثار مقتلهم حفيظة مشايخ قبائلهم، وهددوا بالانتقام لمقتل أبنائهم والأخذ بثأرهم، إلا أن المخلوع صالح أصدر تعليمات مشددة لعناصره ومشايخ القبائل الموالية له، بعدم التعرض للحوثيين، وعدم الاحتكاك بهم في هذه الفترة، مهما كانت المبررات. وفيما زعمت مصادر داخل الحزب أن صالح يخطط للانتقام لمقتل عناصر اللواء الموالي له، وأنه سيتخذ خطوات قوية، بعيدا عن ردود الأفعال، إلا أن مصادر خاصة ألمحت إلى أنه أكثر حرصا على إنجاح تحالفه مع الحوثيين، الذي تجلى في إعلان المجلس السياسي.  وأضافت المصادر أن صالح رغم قناعته بأن ذلك الاتفاق لن يصمد، في ظل اختلاف أهداف طرفي الانقلاب، إلا أنه يتمسك به لإدراكه بأن الخلاف بينه وبين جماعة الحوثيين سيؤدي إلى إنهاء الانقلاب بصورة تامة. وكان اللواء محسن خصروف أكد في تصريحات إعلامية خلال الأيام الماضية تزايد الخلافات بين طرفي الانقلاب، مشيرا إلى أن قياديين حوثيين يحرضون عناصر الجماعة الانقلابية على قتل مقاتلي الحرس الجمهوري، بدعوى هروبهم من ميدان المعركة. وأضاف خصروف أن هذا التطور يكشف هشاشة التحالف الذي ضم جماعة الحوثيين الانقلابية وحليفها المخلوع، علي عبدالله صالح.