فيما اشترطت حملات الحج على النساء اللاتي يرغبن في العمل معهن مشرفات، بأن تكون حاصلة على مؤهل البكالوريوس في الشريعة أو العقيدة أو أصول الدين، إضافة إلى حصولها على إجازة شرعية من أحد العلماء والمشايخ أو الداعيات اللاتي يحملن مؤهلات علمية، وألا يقل العمر عن 30 سنة، في حين تتكفل الحملة بكل نفقاتهن خلال الحج مع السماح لهن بأداء المناسك في حال رغبن في ذلك.

علم نافع

أوضح وكيل كلية الشريعة بجامعة أم القري عضو جمعية حقوق الإنسان، الدكتور محمد السهلي لـ"الوطن"، أن النساء شقائق الرجال، والأصل بقائها، ولكن إن دعا الأمر إلى حاجتها كما هو الآن، فيجب وجود مثل هؤلاء على أن يكن طالبات علم يقدمن العلم النافع للمرآة المحرمة على أكمل وجه، مؤكدا أن كل هذه الأمور تتطلب ضرورة وجود الإخلاص في كل من يقدم هذا العمل لضيوف الرحمن.

لذا، على الأخوات الفاضلات أن يتطلعن للأجر وهو الأمر الأهم، وألا ينظرن إلى المكافأة، لأن هذه الأمور عبادية،  والأصل فيها البذل لوجه الله عز وجل.

خير مثال

أضاف السهلي، يجب على المرآة خلال عملها في الحج أن تعكس حقيقة المرأة المسلمة في كل أفعالها، وأن تكون خير مثال للفتاة السعودية المعتزة بدينها، وأن تكون هيأت نفسها من أجل العبادة لا من أجل التفاخر، مشيرا إلى أن هذا العمل جليل وعظيم إذا شمل هذين القيدين: وهما، الإخلاص لله عزوجل، وأن تكون المرآة ملتزمة بمبادئ الإسلام التي شرعها الله عز وجل.

نصح وإرشاد

أكدت المطوفة شادية جمبي لـ"الوطن" أن عملهن مع النساء يمتد أكثر من نصف قرن، وذلك في التعامل بشكل إيجابي، فبعض النساء يحضرن إلى المخيمات وهن لا يعرفن أركان الحج، وهي الأهم في إتمام الفريضة، لذا كان لوجودهن الأثر الكبير في الاطلاع بشكل أكبر على خصوصية المرآة، ووضع كل الأحكام الشرعية، وذلك خلال فتاوى العلماء التي أسهمت في الوصول إلى الحج الصحيح بشكل أوسع عن الأعوام السابقة، منوهة بأن الوجود مع الحجاج داخل المخيم هو أمر لا بد منه، فالبعض قد تشق على نفسها بطاعات كلها بدع، ومن هنا نقوم بتعديل مثل هذه الأمور، وذلك عبر النصح والإرشاد.

اتباع أنظمة

قالت جمبي: يجب على كل حملة أن تضع مشرفات مؤهلات للتعامل مع كل الظواهر الطارئة، وتعديلها بشكل عاجل ،فالحج عبادة ورسالة سلام، فالجانب العملي والتطبيقي يختلف عن الدراسات النظرية، مؤكدة أن الحج هو مرة واحدة في العمر، فمن الواجب أن يطبق وفق الشريعة الإسلامية المعتدلة التي تهدف إلى التيسير لا التعسير، مع ضرورة اتباع أنظمة وتعليمات الدولة، فطاعة ولي الأمر واجبة في كل الأمور، المستندة إلى القرآن الكريم والسنة النبوية.