دعا محللون سياسيون يمنيون الحكومة الشرعية إلى مواصلة الضغط العسكري على ميليشيات التمرد، إذا أرادت ضمان نجاح مشاورات السلام التي يتوقع انطلاقها خلال الفترة المقبلة، مشيرين إلى أن الضربات التي تلقتها جماعة الحوثيين الانقلابية وحليفها المخلوع علي عبدالله صالح، في كثير من جبهات القتال، أرهقتها ودفعت العديد من قياداتها إلى التفكير الجاد في البحث عن حل سياسي، وأكدوا أن تلك التطورات الميدانية سوف يكون لها تأثير كبير في جلب الانقلابيين إلى محادثات السلام.
أضافوا أن ميليشيات التمرد اعتادت على رفع سقفها التفاوضي قبيل كل جولة مشاورات، وذلك عن طريق تصعيد اعتداءاتها على المدنيين، أو زيادة مقذوفاتها العبثية على القرى الحدودية في المملكة، لكن الوضع اختلف هذه المرة، حيث تواجه ضغوطا هائلة في العديد من جبهات القتال، لاسيما في تعز، حيث تحقق المقاومة انتصارات متلاحقة، وتتصدى لمحاولات التسلل التي تقوم بها الجماعة المتمردة، بهدف استعادة السيطرة على جبل هان الإستراتيجي، الذي منحت استعادته قوات الجيش الوطني القدرة على كسر الحصار الذي كان يفرضه الحوثيون منذ عدة أشهر من الجهة الجنوبية. كما يواجه طرفا الانقلاب ظروفا أشد صعوبة في جبهة صرواح التي تتقدم فيها القوات الموالية للشرعية بشكل مستمر، حيث اقتربت من السيطرة على كامل المديرية في ظل انهيارات الميليشيات التي بدأت في الهرب الجماعي.
اختلاف المعطيات
أكد القيادي في المقاومة الشعبية بصنعاء، عبده الصنعاني، أن مشاورات السلام التي جرت خلال الفترة الماضية لم تتمكن من تحقيق أي إنجاز يذكر، بسبب الأسلوب الذي تعاملت به الوساطة الدولية مع الانقلابيين، وميلها إلى أسلوب اللين والتعامل معهم على أنهم كيان سياسي.