في شارع إحدى المدن الخليجية تقول اللوحة الضوئية الإلكترونية "280 قتيلا حتى الآن بسبب حوادث 2016"!

لغة الرقم تفتح رأسك وتغيّر قناعاتك رغما عنك.. على العكس من اللغة الإنشائية التي تجلس معك على طاولة واحدة وتحاورك كي تغيّر وجهة نظرك!

فبراير الماضي قلت هنا إن هناك 35 معوقا يوميا في المملكة بسبب الحوادث المرورية! تفاعل الكثيرون مع الرقم.. كان صادما بالفعل.. مؤكد أن الوطن يخسر كثيرا..

أول من أمس ابتهجت كثير من شرائح المجتمع بالقرارات الخاصة بظاهرة التفحيط، الصادرة من مجلس الوزراء.. وتدور لمن لم يطالعها حول حجز المركبة وإقرار غرامات مالية متفاوتة -تبعا لتكرار المخالفة- إضافة لإحالة "المفحط" إلى المحكمة المختصة للنظر في تطبيق عقوبة السجن في حقه.

ولعلها من المرات القليلة التي يعبر الناس عن آمالهم بعقوبات أشد.. هذا تحوّل إيجابي.. الناس باتوا يميلون أكثر من أي وقت مضى نحو القانون.. أدركوا -وإن متأخرين- أن التوعية مجرد إضاعة وقت.. وأن الحل الأكيد يأتي عبر دفاتر المخالفات وحدها. هذا القانون سيبدأ تطبيقه غرة محرم من العام القادم.

وخلاصة ما سبق بأحرف واضحة: ما تم إقراره هو نص قانون بحاجة إلى تطبيق.. ولك أن تسأل عن الذين سيعهد إليهم تطبيق هذا القانون.. هل هم قادرون على تطبيقه فعلا؟!

قلت ذات مرة لمدير عام المرور السابق، إن كان ضبط السرعة وتجاوز الإشارة يتمان آليا عبر شركة متخصصة مستقلة بموظفيها وأجهزتها وكاميراتها.. وحوادث المرور يتم الشخوص إليها وتخطيطها من قبل شركة أخرى متخصصة ومستقلة.. ورخص القيادة والمركبات تتم آليا.. فما هو دور رجال المرور؟!

شخصيا لا أذكر متى آخر مرة شاهدت فيها رجل مرور في الشارع.. هل تذكرون أنتم آخر مرة شاهدتم فيها رجل المرور؟!