منذُ أيام تناولت إحدى القنوات الفضائية قرار "سعودة" حلقات تحفيظ القرآن الكريم بمنطقة مكة المكرمة الذي اتخذه الأمير خالد الفيصل، وهو قرار لطالما انتظرناه من أجل أن يحظى بالعمل آلاف من شبابنا وشاباتنا من خريجي الأقسام الشرعية "المركونين على رفّ البطالة" فيما الوافدون يأخذون مكانهم؛ واستمعتُ لمداخلة "محسن العواجي" الممتلئة بالافتراءات والتحريض الفج ضد صاحب القرار والوطن؛ واستغربتُ كيف لا يخجل مثله من تلك المداخلة! ليس خجلا من المشاهدين الذين أنا واثقة أنهم عرفوا أصحاب هذا الصوت جيدا ممن تعلو أصواتهم نشازا ضد تنمية الوطن؛ وتغيب عما يخدم مشاريع المواطن ومعيشته ورفاهيته لكي يترفهوا ويتعملقوا بين إمعات يشعرونهم بنشوة "العملقة"؛ ممن لا نسمع صوتهم ضد جرائم العضل التي تتعرض لها النساء وهو ما حرمه الله في كتابه! ولا ضد فساد المرتشين والمختلسين والسارقين لمساهمات الناس وبعضهم ممن ربوا اللحى ليواروا بها سوءات غشهم ودجلهم! وكأن الدين لديهم مجرد "كلام × كلام" يخلو من الأفعال!
بصدق توقعتُ أن يخجل "العواجي" في مداخلته على الأقل ممن أنزل القرآن الكريم على نبيه صلى الله عليه وسلم! وهو يثير عواطف من لا يعرفون حقيقة الأمر بما ساقه من افتراء ضد الفيصل! لقد كان واضحا جدا أنه لا يرغب في تأليب المواطنين ضد خالد الفيصل لأنه يُدرك أنهم يعرفون ابن الملك الشهيد جيدا؛ ولا تأليب القيادة السعودية ضد ابنها الفيصل؛ لأنه يدرك أنها تعرف حكمة قراره جيدا؛ بل كان قصده أبعد من ذلك بكثير؛ قصده استثارة المسلمين خارج الحدود ضد قيادة هذه الأرض التي يقفون عليها اليوم لخدمة ضيوف الرحمن من أقطار العالم بتهم يرميها من بين أضراسه افتراء! وما استغربته هو اللقب الذي عرّفته به القناة على شاشتها "مفكر وداعية إسلامي"؛ وتساءلت: ما الإنجاز الفكري الإسلامي الذي أتحفنا به ليستحق لقبا بات مشاعا لكل من حفظ كتب التاريخ ومجموعة من الفتاوى ملأ بها خطبه؟ ما علاقة أكاديمي متخصص في علوم الزراعة والتربة بعلوم الشريعة الإسلامية؟! ربما "قوقل" يجيب! فما وجدتُ له إنجازا علميا أو اختراعا يخدم به المسلمين في علم التربة الزراعية أو الجيولوجيا التي ابتعثه هذا الوطن ليتعلمها في بريطانيا؛ لم أر له سوى خطب رنانة ومقالات إنشائية وبعضها لا يجد فيها حرجا من تجريح دين أناس بعينهم! وتساءلت أين إنجازات دكتور أكاديمي في علوم الزراعة والجيولوجيا؟! يا ترى هل يلم الآن بآخر المستجدات الزراعية العلمية؟! أليس أجدى للعواجي أن يخدم المسلمين لا الوطن الذين يتحمس لهم هكذا، بعلم نافع في الزراعة والتربة أم أن الكلام في الدين أسهل؟! ثم هل ينجح في فكر علوم الشريعة من لم ينجز شيئا يُذكر في مجاله؟! أم أن علوم الشريعة باتت مركبا يمتطيه كل من أخفق في تحقيق قيمة تُذكر؟!
أخيرا؛ بارك الله في هذا القرار الذي فضح ويفضح من يقفون ضد تنمية الوطن ومصالح المواطنين.