كشف مصدر داخل ما تسمى بـ"اللجنة الثورية" التابعة للانقلابيين، أن أرصدة عناصرها تتجاوز ملايين الدولارات، مشيرا إلى أن معظم قيادات الجماعة أثروا بصورة فاحشة، خلال الأشهر الماضية، وباتوا يملكون أضخم القصور وأكبر الأراضي والعقارات، والسيارات الفارهة، إضافة إلى أرصدة مالية كبيرة يحتفظون بها. وأضاف المصدر "عناصر الجماعة نهبوا البنوك والمؤسسات، وسرقوا أموال التجار وممتلكاتهم، بذريعة ما يسمى بـ"دعم المجهود الحربي"، بينما هي في الحقيقة مجرد حيلة يستولون بها على أموال المواطنين بغير حق". مؤكدا أن ثراء عناصر الجماعة يأتي في الوقت الذي شهدت صنعاء أخيرا موجة غضب كبيرة بين السكان، ومظاهرات خرجت إلى الشوارع، تطالب بصرف الرواتب.


علامات الثراء المفاجئ

قال القيادي الحوثي السابق، علي البخيتي في تصريحات إلى "الوطن": "الانقلابيون ليسوا في حاجة إلى رواتب شهرية، فقد نهبوا دولة بمؤسساتها وميزانياتها، بشجرها وحجرها، ولم يعودوا بحاجة إلى رواتب، لأنهم يتصرفون في اليمن تصرف المالك، لا يحكمهم نظام ولا قانون ولا لوائح. ومعظم عناصر الحوثيين عندما اجتاحوا صنعاء كانوا شعثا غبرا، واليوم ظهرت عليهم دلائل النعمة المفاجئة، واختلفت أشكالهم، وتغيرت ملابسهم وسكنهم وسياراتهم، وأصبح فسادهم ظاهرا لعموم اليمنيين". ومضى البخيتي قائلا "الحوثيون هم رأس الفساد في اليمن، ويسيطرون على الميزانية كلها، ولا توجد لهم مخصصات في الميزانية الرسمية، فهم يأخذون ما يريدونه، ويستولون على أموال الدولة، وبعد أن انتشر فسادهم وعم شرهم، وباتت البلاد على وشك انهيار اقتصادي تام، سارعوا إلى التحالف مع المؤتمر الشعبي العام، الذي يرأسه المخلوع، علي عبدالله صالح، حتى يتحملوا معهم المسؤولية.

 


تقنين الفساد

 كشف القيادي المنشق عن الجماعة الحوثية، عبدالناصر العوذلي، أن رواتب المسؤولين الكبار مرتفعة جدا، وتقارب 10 آلاف دولار. أما أعضاء المكتب السياسي فهم ينهبون المؤسسات الإيرادية، والبنك المركزي، وكانوا يتلقون رواتبهم من البنك المركزي أو المؤسسات الإيرادية مثل الهيئة العامة للضرائب والجمارك، والمؤسسة العسكرية، وشركات النفط، بأوامر صرف مباشرة، وفيما يتعلق برئيس ما تسمى بـ"اللجنة الثورية"، محمد علي الحوثي، والمتحدث باسم الجماعة، محمد عبدالسلام، فإن سقفهم مفتوح ولا يوجد صرف محدد، حيث يوجهون أوامر صرف لأي من الجهات، ويصرفون الملايين، لذلك تضخمت ثروات قيادات الجماعة، ووصلت إلى مبالغ ضخمة، وظهرت لديهم الأملاك والعمائر الشاهقة. وخلال الأيام الماضية فرض الانقلابيون ضريبة على كل أصحاب المحلات التجارية الصغيرة، مقدارها 50 ألف ريال يمني شهريا، لـ"دعم المجهود الحربي"، ولديهم توجه حالي لفرض رسوم مالية على الأراضي والعقارات وتجييرها للمجهود الحربي، حتى محلات الخياطة والجزارة قاموا بنهبها". واختتم العوذلي قائلا "زعيم التمرد، عبدالملك الحوثي شخصيا يمتلك مئات الملايين من الدولارات، وإضافة إلى ما تم نهبه من المحافظات، قام عناصر الجماعة بسرقة الذهب من المحلات الكبيرة، وهذه تذهب مباشرة كغنيمة حرب إلى الحوثي في صعدة، وإذا كانت مظاهر الثراء الحرام ظهرت على أبي علي الحاكم، ومحمد عبدالسلام، ومحمد ناصر البخيتي، فما بالك بزعيم التمرد".