اعترف مسؤولان من الحزب الجمهوري الأميركي بأن حظوظ المرشح دونالد ترامب تبدو ضئيلة للفوز بولايات رئيسية مثل أوهايو وأريزونا، بعد أن عانى ترامب كثيرا من الانتقادات في الأسابيع الماضية. ففي مقابلة تلفزيونية، الأحد، قال حاكم أوهايو جون كاسيتش إن ترامب بحاجة إلى التغيير لمنع منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون من الفوز في ولايته.

تأتي هذه التعليقات بعد أسبوع من انتقاد ترامب شخصيات رئيسية داخل حزبه، وكذلك سخريته من والدي جندي أميركي مسلم قتل في العراق، وتعكس هذه المخاوف العميقة التي تعتري الحزب الجمهوري، بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي تراجعا كبيرا لترامب مقابل تصدر كلينتون.

في مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، قال الجمهوري كاسيتش: "ينبغي على ترامب تغيير مواقفه ليصبح مرشحا أكثر جدية". وأردف "لا يمكن توقع أن تصبح رئيسا للولايات المتحدة، بينما تدلي بتصريحات على هذه الشاكلة. إننا نرغب في حملة تتميز بمسؤولية أكبر، وهو ما لم نشاهده حتى الآن".

ويشار إلى أن كاسيتش لم يدعم ترامب في سباق الرئاسة، بل إنه لم يشارك في المؤتمر الوطني الجمهوري الذي أقيم في كليفلاند، بل أعرب عن أمله في رؤية ترامب يسعى إلى هدف واحد، يتمثل في موقف إيجابي لتوحيد الناخبين. ونفى حاكم ولاية أوهايو أن يكون مؤيدا لهيلاري كلينتون، مشيرا إلى أنه لم يقرر لمن يدلي بصوته في الانتخابات المزمع إجراؤها في نوفمبر.

أما السيناتور الجمهوري بولاية أريزونا، جيف فليك، وفي مقابلة مع شبكة "سي بي إس"، حذر من قدرة كلينتون على الفوز بولايته، مطالبا ترامب بتبني مواقف "أكثر مسؤولية" للحفاظ على أصوات الناخبين الجمهوريين. وتابع: "في عام 1996 فاز بيل كلينتون بولاية أريزونا، ومن الممكن أن تفعلها هيلاري".

ولاية أريزونا فاز بها الحزب الجمهوري، واستعصت على الديمقراطيين منذ عام 2000، فلم يفز بها الحزب الديمقراطي إلا مرة واحدة فقط خلال الانتخابات الرئاسية الـ10 الماضية.

تلك التعليقات تأتي بعد أيام من مهاجمة السيناتور جون ماكين ترامب على خلفية تصريحات الأخير المهاجمة لوالدي همايون خان الجندي الأميركي الذي قتل عام 2004 بالعراق.

ولفتت تقارير سابقة إلى أن رئيس اللجنة الوطنية الجمهورية، رينس بريبوس، يعيش حالتي إحباط وانزعاج شديدتين جراء ممارسات ترامب الأسبوع الماضي، بعد أن استنفد الأول كافة الأعذار التي تبرر للمتبرعين وقيادات الحزب سلوكيات الملياردير الأميركي المثير للجدل.

وفي ذات الأثناء، يعاني مستشارو ترامب مجددا من أجل إعادة غرس الانضباط في مرشحهم، الذي قضى الأيام الأخيرة مترنحا من جدل إلى آخر، كما أخفق في نيل زمام المبادرة من غريمته مرشحة الديمقراطيين هيلاري كلينتون.

أما كبير الإستراتيجيين في غرفة التجارة الأميركية سكوت ريد فقد صرح: "بأن مستويات جديدة من الذعر ضربت الشارع، فلقد حان الوقت لإعادة ترتيب الأمور بشكل جيِّد وجاد".