عادت الخلافات الداخلية لتشق طريقها بقوة داخل جماعة الإخوان، وذلك على خلفية الصراع الدائر بين الجناح الذي بات يعرف بـ"إخوان الخارج"، والذي يقوده نائب المرشد العام للجماعة والقائم بأعماله، محمود عزت، وبين المكتب الإداري للجماعة في الإسكندرية، والذي كشف النقاب في بيان له عن امتناع إخوان الخارج عن إرسال الدعم المالي الخاص بالمكتب، لإصراره على إجراء انتخابات داخلية دون انتظار الحصول على موافقة مسبقة من قيادات الخارج.
وقال المكتب، في بيانه، إن "وسطاء تسليم الدعم المالي التابعين للدكتور محمد عبدالرحمن، أحد قيادات الخارج وعضو مجلس شورى التنظيم والمقرب من محمود عزت، امتنعوا للشهر الثاني على التوالي عن تسليم الدعم المالي لمحافظة الإسكندرية عقابا لإخوان المحافظة على قيامهم بإجراء انتخابات قاعدية شاملة، شارك فيها ما يزيد على موافقة 70% من الصف الثاني في المحافظة".
من جهته، كشف الباحث السياسي عبدالناصر محمد، أن "هناك صراعا على مستوى دولي في صفوف الجماعة، وهناك حالة غليان شديدة بين الشباب والقيادات التي تتحكم في العلاقات والأموال، وستحسم المعركة لمصلحة القيادات، وستؤدي إلى انشقاقات في صفوف التنظيم، والتي زادت عقب ثورة 30 يونيو، وهو ما استغله إخوان الخارج بقيادة محمود عزت، لتقوية نفوذهم في التنظيم، مدعومين في ذلك بتحكمهم في النظام المالي وبعدهم عن القبضة الأمنية، مما يتيح لهم أريحية أكبر في التنقل والحركة، وذلك على النقيض من عناصر الإخوان في مصر.