قالت تقارير إن الاتفاقية العسكرية التي وقعتها الولايات المتحدة الأميركية والهند الأسبوع الماضي، تغير موازين القوى العسكرية بصورة كبيرة ضد باكستان، وتعني أن أميركا والهند اتفقتا على محاصرة المؤسسة العسكرية الباكستانية من الشرق" الهند"، ومن الغرب "القوات الأميركية المرابطة في أفغانستان"، إضافة إلى ما سيؤدي إليه ذلك من حصار بحري ضد باكستان كي يجبرها على الانصياع لأوامر الولايات المتحدة التي تطالب الحكومة بالتخلي عن مشروع رواق الطاقة الصيني الباكستاني، الذي ينطلق من ميناء كوادر في إقليم بلوتشستان ويمر بمناطق الحدود الشمالية "جلجت- بلتستان"، ويعبرها حتى ميناء كشقر في مقاطعة "سينكيانك".
وكانت مصادر في وزارة الخارجية الباكستانية أعربت عن قلقها من الاتفاقية العسكرية التي وقعتها الولايات المتحدة الأمركية والهند والتي تتضمن فتح كافة القواعد العسكرية الأميركية للطائرات والقوات البحرية الهندية فيما تسميه واشنطون في مجال الحرب ضد الإرهاب، كذلك فتح الهند كافة قواعدها الجوية والبحرية أمام القوات الأميركية.
خيبة أمل
قالت التقارير إن وزارة الخارجية الباكستانية أكدت على خيبة أملها للتوصل لتلك الاتفاقية في وقت تستخدم القوات الهندية سياسة فتح النيران ضد التظاهرات السلمية في كشمير، مشيرة إلى أن إسلام أباد فسرت توقيع الولايات المتحدة والهند على اتفاقية التعاون العسكري واللوجيستي بأنه موجه بالذات ضد الصين الشعبية وباكستان وتعتبره تطورا فوق العادة في العلاقات الثنائية الأميركية - الهندية.
وأبدت التقارير دهشتها من الاتفاقية العسكرية بين واشنطن ونيودلهي، لاسيما أن الإدارة الأميركية سبق أن صنفت باكستان بـ"الحليف الأكثر أهمية للولايات المتحدة خارج إطار حلف الناتو"، بينما لم تحصل الهند حتى الآن على مثل ذلك التصنيف.
مستحقات الجيش
أشارت التقارير إلى قلق باكستان المتزايد من التقارب بين الهند والولايات المتحدة، لاسيما أن الإدارة الأميركية اتخذت سلسلة من الخطوات ضد المؤسسة العسكرية الباكستانية، منها إيقاف دفع مستحقات الجيش من صندوق الدعم للتحالف الغربي الذي ما زال موجودا في أفغانستان، مقابل نشر أكثر من 150 ألف جندي على طول الحدود الباكستانية - الأفغانية. كما ألغت الإدارة دفع حوالي 700 مليون دولار تعهدت بها للجيش كي يحصل على 8 طائرات مقاتلة من آخر طراز لطائرات "إف -16" القتالية.
وكانت مصادر عسكرية باكستانية أفادت بأن الإدارة الأميركية رفضت بيع باكستان طائرات إف-16 بفعل ضغوط عليها من الهند ولأن مصانع تجميع وصيانة الطائرات المقاتلة في "كامره" تمكنت من إدخال تعديلات على ما لديها من طائرات "إف-16" يجعل تلك الطائرات قادرة على حمل أسلحة تكتيكية تضم قنابل نووية مصغرة وذات قدرة تدميرية محدودة.