لم تجد ميليشيات الانقلابيين الحوثيين وحليفها المخلوع علي عبدالله صالح، الموجودة على تخوم صنعاء، بدا من التراجع في اتجاه العاصمة، بسبب استمرار الضربات المكثفة التي تلقتها على أيدي مقاتلي المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الموالي للشرعية، وأشارت مصادر إعلامية إلى أن وصول تعزيزات ضخمة لقوات الجيش الوطني، معززة بأحدث الأسلحة التي وفرتها قيادة التحالف العربي لاستعادة الشرعية، أثار الرعب في نفوس مقاتلي الميليشيات، ودفعها للتراجع عن عدد من مواقعها في مديرية نهم.

وأضافت المصادر أن الخطوط الدفاعية المتقدمة للحوثيين وقوات صالح واصلت انهيارها، وهو ما فرض عليهم الانسحاب باتجاه العاصمة، مشيرا إلى أن الميليشيات باتت تعاني نقصا متزايدا في عدد المقاتلين، بسبب إحجام معظم مشايخ القبائل التي تقطن في محيط الحزام الأمني للعاصمة عن إرسال أبنائهم للقتال في صفوف الميليشيات، كما طالبوا الموجودين لدى الجماعة الانقلابية بالعودة فورا، وهو ما أحدث نقصا كبيرا في عدد المقاتلين.

وعزت المصادر السبب في تغير موقف مشايخ القبائل، ورفضهم استمرار التعاون مع جماعة الحوثيين إلى التحركات الحثيثة التي قام بها نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، ومطالبته للمشايخ بالانحياز إلى جانب الشرعية، حيث يتمتع بنفوذ قبلي كبير، وتوقعت المصادر أن تنهار قوات التمرد بصورة تامة إذا استمر بقاء الأحمر في مأرب.


احتقان الأوضاع

أكدت مصادر عسكرية، أن القوات الموالية للشرعية وصلت إلى مشارف قرية محلي بمديرية نهم، وسيطرت على الخط الرابط بين صنعاء ومأرب، بعد مواجهات عنيفة مع الانقلابيين، انتهت بسيطرة الجيش الوطني على الجبال والمرتفعات المطلة على المنطقة. وأكدت المصادر أن المقاومة الشعبية باتت تسيطر على مواقع تطل مباشرة على عدد من المواقع العسكرية الحيوية في صنعاء، ومنها بعض المواقع العسكرية، وأن مطار صنعاء نفسه بات تحت مرمى مدفعية الجيش الوطني.

وأضافت المصادر أن الوضع الأمني داخل صنعاء ينذر باندلاع انتفاضة داخلية تضع حدا للانقلاب الحوثي، مشيرة إلى أن هناك أجواء من الاستياء الواسع تسود بين المواطنين، بسبب امتناع ميليشيات الحوثيين عن صرف رواتب غالبية الموظفين، إضافة إلى الارتفاع الكبير في أسعار السلع الغذائية لاسيما مع اقتراب عيد الأضحى المبارك.


غارات مكثفة

استهدفت طائرات التحالف العربي مواقع الميليشيات في منطقة بيت مران، بمديرية أرحب، شمال شرق صنعاء إلى جانب مواقع تابعة لمعسكر العمالقة شمال محافظة عمران. وقال المركز الإعلامي للمقاومة إن الغارات ركزت على معسكري السواد ودار الرئاسة جنوب العاصمة، حيث سمع دوي انفجارات عنيفة، كما استهدفت خمس غارات مزرعة الزنداني في بيت زاهر بمديرية بني الحارث، كما استهدفت غارات أخرى مواقع للحوثيين وقوات الرئيس المخلوع في الحيمة وضلاع همدان وبني شوكان بمديرية نهم. وفي مديرية عبس بمحافظة حجة، شنت المقاتلات خمس غارات، كما دمرت مخازن أسلحة ومواقع حوثية في مديريتي سحار، وكتاف بمحافظة صعدة.