ما زال الاتحاد السعودي لكرة القدم مصرّاً على موقفه الرافض لإقامة كأس السوبر السعودي في إحدى مصائف المملكة كأبها أو الباحة أو الطائف، في عملية إجرائية غريبة تفتقد البُعـد المستقبلي لإعادة ضخ العمل الرياضي في هذه المناطق التي تشهد كثافة زوار، وأجواء جميلة ينقصها تفعيل الجانب الرياضي ببطولة مجمّعة أو على أقل تقدير إقامة كأس السوبر.
إن إقامة السوبر في العاصمة الإنجليزية لندن لن يفيد رياضة البلد، والعوائد منها غير مجدية، ناهيكم عن أن ميزانية الاتحاد السعودي لن تسلم من عبث المصاريف وتذاكر الراغبين حضورها من المعنيين داخل الاتحاد، وبالتالي تصبح المسألة بلا نفع أو فائدة.
إن البطولة الدولية التي اختتمت مساء أمس في تبوك وبرغم عمرها القصير الذي لا يتجاوز أربعة أيام، كانت قد أحدثت حراكا جميلا للمنطقة، وشهدت كثافة جماهيرية غير مسبوقة، وأسهمت في تفعيل الحراك السياحي بشكل استحقته منطقة تبوك وأهلها الكرام وأميرها الرائع الذي يذكر فيشكر على هكذا خطوة مميزة تستحق الاستمرارية سنويا.
في أبها ومنذ إيقاف دورة الصداقة الدولية أصبح الوضع السياحي يميل للركود وبلا حراك رياضي ينهض بعجلة السياحة ويدفعها للتطور والنهوض، وتكاد المناطق الجنوبية صيفا وشتاء في وضعية غير مقنعة، بعد حجب أو عدم تفعيل العمل الرياضي المحرك للجماهير من السياح والزوار.
كل هذه المؤشرات تعطينا انطباعا عن سلبية التخطيط وعدم الاهتمام بقطاعي الرياضة والشباب، وأن هناك قصورا واضحا في مفهوم الحراك التنموي المثمر في هذه المناطق التي تنتظر من الهيئة العامة للرياضة واتحاد القدم الكثير من الإسهامات والمشاركات الفاعلة رياضيا لتحريك الوضع الاقتصادي والترويج لسياحة أفضل وأكثر شمولية في النظرية والتطبيق.