في الوقت الذي أصبحت الاكتشافات الأثرية من أهم مصادر الدخل الوطني "السياحي" في كثير من دول العالم، تعمل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني منذ سنوات على الكشف عن الكنوز الأثرية التي تحويها جميع مناطق المملكة، منها المنطقة الجنوبية التي أثبتت الدراسات الأثرية وبعثات التنقيب الذي قامت به فرق سعودية ودولية متخصصة بإشراف الهيئة، عمق الحضارات التي عاشت فيها، إذ تعود بعضها إلى مليون عام، وأخرى إلى 9000 عام، والبعض الآخر إلى القرن الثالث قبل الميلاد.

وتعمل حاليا -بإشراف الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني- أكثر من 30 بعثة وفريقا علميا متخصصا في البحث والتنقيب الأثري، يضم إلى جانب العلماء السعوديين علماء متخصصون من أرقى جامعات العالم وأعرق المراكز البحثية من دول عدة منها: فرنسا، وإيطاليا، والولايات المتحدة الأميركية، وبريطانيا، وألمانيا، واليابان، وبلجيكا، وبولندا، وفنلندا، وهولندا، والنمسا، وغيرها أخرى قادمة.




رمز للنماء قبل الميلاد

يعدّ موقع "جرش" -15 كلم جنوب خميس مشيط- من أبرز المواقع الأثرية في المنطقة، إذ يعود إلى فترة ما قبل الميلاد، وازدهر الاستيطان فيه خلال القرن الثالث قبل الميلاد وحتى القرن الأول الميلادي، إذ استمر الاستيطان خلال الفترات اللاحقة وسط الموقع، وظهرت دلائل الاستيطان خلال الفترة العباسية شمال ووسط الموقع.


 





ظواهر أثرية

برز في موقع جرش الأثري خلال الأعمال الميدانية التي تقوم بها الهيئة لـ7 مواسم كثيرا من الظواهر الأثرية، منها: حصن جرش، ومسجد المتعاقبين، كما تنوعت المعثورات الأثرية بين الأواني الزجاجية والمصنوعات الحجرية، ومعثورات دقيقة، وأواني فخارية من فترة ما قبل الإسلام، إضافة إلى نقش على صخرة لأسد وثور مكتوب أسفل منهما بخط المسند، إذ نُفذ هذا الرسم بالحفر البارز، ويرمز إلى النماء والقوة التي كانت تتمتع بها مدينة جرش آنذاك، وذلك حسب تقرير أعده المدير العام للمتاحف في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، الدكتور عوض الزهراني.