أدى انسحاب مكاتب "وسطاء" لحملات حجاج الداخل في مدن وقرى الأحساء في الأيام الأخيرة، التي تسبق الانطلاق إلى المشاعر المقدسة، إلى تفاقم فوضى الأسعار بين مكاتب بعض "وسطاء" الحملات، وحدوث تفاوت في الأسعار داخل الحملة الواحدة، رغم أن برنامج الخدمات موحد لكل حجاج الحملة. وأوضح عاملون في بعض مكاتب "وسطاء" للحملات في الأحساء لـ"الوطن" أمس، أن تدني أعداد الحجاج تسبب في انسحاب بعض "وسطاء" الحملات عن تشغيل رحلات إلى الحج، الأمر الذي دفع هذه الحملات "المنسحبة" إلى تحويل جميع الحجاج المسجلين لديها إلى حملات أخرى.
تباين الأسعار
أشار صالح محمد إلى أن كثيرا من مكاتب "الوسطاء"، لم تلتزم بالأسعار في المسار الإلكتروني لبوابة وزارة الحج والعمرة، الأمر الذي أدى إلى خلق حالة من الجشع والطمع عند بعض مكاتب الوسطاء. وأضاف أن تباين الأسعار بين المكاتب والمسار الإلكتروني، أسهم في إحجام الكثير عن التسجيل والانضمام إلى هذه المكاتب، التي بالغت في الأسعار كثيرا بنسب متفاوتة، موضحا أنه لا غرابة أن تجد حاجين في حملة حج واحدة بسعرين مختلفين، يصل الفارق بينهما إلى 1500 ريال، مستشهدا في ذلك بأن إحدى الحملات "المنسحبة" عن الحج كانت الرسوم فيها 11 ألف ريال، والتزمت هذه الحملة "المنسحبة" بتحويل جميع الحجاج فيها إلى حملة أخرى، وكانت رسوم الحملة الأخرى 12500 ريال للحاج الواحد.
غياب خدمات النقل
أضاف هاني محمد أن معظم الحملات في الأحساء لا توفر خدمات النقل بالشكل المطلوب رغم ارتفاع الأسعار، مقارنة بنظرائها في مكاتب الحملات بمناطق أخرى داخل المملكة، إذ إنها تلزم الحجاج بالسير مشيا على الأقدام لمسافات طويلة أثناء تنقلاتهم بين المشاعر المقدسة، الأمر الذي يشكل إرهاقا للحجاج، وخاصة كبار السن.
بلاغات رسمية
إلى ذلك، شدد مصدر في وزارة الحج والعمرة لـ"الوطن"، على سرعة قيام المتضررين من الأسعار، بتقديم بلاغات رسمية عبر البوابة الإلكترونية للوزارة، أو من خلال الطرق المختلفة للتواصل مع الوزارة والمسؤولين فيها، للبدء في اتخاذ الإجراءات النظامية والتحقيق فيها، مؤكدا أن من بين العقوبات المترتبة على رفع الأسعار الحرمان من الترخيص للحملة بجانب العقوبات الأخرى المتمثلة في الغرامة المالية.