بيان وزارة النقل حول حادث طريق الدمام – حفر الباطن، الذي وقع قبل أيام وذهبت ضحيته عائلة كاملة، كان مليئا بالتحويلات، بقدر وجودها على ذلك الطريق القاتل.

فقد استعان وكيل الوزارة للطرق المتحدث الرسمي، بتقرير المرور لتبرئة الطريق من أسباب الحادث، لكن ماذا عن بقية الحوادث التي كانت سوء طبقته الإسفلتية وتحويلاته وأخطاء مقاوليه سببا في إزهاق أرواح الكثيرين؟

لم ننس بعد عشرات الحوادث المروعة، والتي من بينها الحادث الذي راح ضحيته 7 أشخاص دفعة واحدة بسبب تحويلة على ذلك الطريق، وأدان المرور في حينه مقاول الصيانة لإهماله إرشادات السلامة، مرورا بالحادث الذي زف "عروس القيصومة" و5 من أفراد عائلتها إلى القبر، وليس انتهاء بحادث مرور حفر الباطن الأسبق الذي كان أحد ضحايا هذا الطريق!

اعترفت وزارة النقل في بيانها أن طريق حفر الباطن – الدمام من الطرق المهمة التي أنشئت منذ سنوات طويلة، مؤكدة أنها تقوم على إصلاحه "بحسب الإمكانات المتاحة"!

الإمكانات المتاحة تقول إنه قبل 4 سنوات، تم اعتماد مشروع إعادة إنشاء "لاحظوا ليس صيانة أو ترقيع" الطريق الدولي الذي يمتد من النعيرية، مرورا بحفر الباطن وحتى الحدود الإدارية للمنطقة الشرقية، ضمن ميزانية النقل للعام المالي 1433 - 1434، وذلك على لسان وكيل وزارة النقل المساعد للشؤون الفنية والمشرف العام على إدارة الطرق والنقل في المنطقة الشرقية.

4 أعوام كافية لإنجاز هكذا مشروع، لكني لا أجد له أثرا على الواقع. فإما أنه لم ينفذ حتى الآن، أو أنه تم تنفيذه لكن بلا جودة، الأمر الذي استلزم العمل على صيانته بشهادة التحويلات الموزعة عليه الآن!

أصبحت الحوادث علامة فارقة لطريق حفر الباطن – الدمام، تماما كما هي تحويلاته، وكلما وقع حادث جديد هرع مسؤولو وزارة النقل لإصدار بيان لا يخلو من تحويلات التبرير.