شاهدت أول من أمس مباراتي المنتخبين السعوديين لكرتي الطائرة واليد في الدورة الآسيوية التي تقام حالياً في الصين، وعدت بالذاكرة لأيام خلت وتساءلت: هل هما فعلاً المنتخبان اللذان تأملنا فيهما خيراً بتقديم عروض جيدة على الأقل؟... هل هذا هو منتخب اليد الذي وصل في يوم من الأيام إلى العالمية وها هو اليوم يتعادل بشق الأنفس مع الصين التي ليس لها تاريخ يذكر في هذه اللعبة؟!.
هل هذا هو فريق الكرة الطائرة الذي حصل على برونزية الدوحة 2006؟!... ماذا جرى حتى تتراجع الفرق بهذا الشكل؟!.
منتخب اليد يعتمد على اللعب الفردي والمهارات الفردية وكأن كرة اليد ليست لعبة جماعية وتحتاج إلى تكتيك جماعي أولاً وأخيراً، وإن تعادلت مع الصين فهي ستخسر حتماً مع غيرها في ظل أسلوب لعب غير ناجع يعتمد على حظ الأفراد بالاختراق والتسديد - على أهمية هذه المسألة - لكنه لا يمكن أن يكون أسلوب اللعب الوحيد مع بعض الهجمات التي تعد على أصابع اليد الواحدة.
أما الكرة الطائرة فخسرت شوطاً مع إندونيسيا وكادت تخسر الثاني لولا خبرة بعض اللاعبين، وظهرت بمستوى لا يليق بحامل الميدالية البرونزية على مستوى آسيا، وقد تصورتُ في بعض مراحل المباراة أنها تبث على البطيء للمستوى الهزيل الذي قدمته!.
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه.. لماذا هذا التراجع بدل أن نشاهد فرقاً تعلمت من دروس الماضي وواكبت كل جديد في العالم وتأسست لكي تستمر إلى الأمام لا أن تتراجع إلى الخلف شأننا في ذلك شأن كل دول العالم التي تبحث لها عن مكان قوي على الخارطة، وقد تخسر بالطبع لأنه كما قلناها مراراً: يجب أن يكون هناك فائز وخاسر ولكنها لا تخسر بسبب اللامبالاة إنما تخسر الفرق القوية مع بعضها البعض لأسباب شتى لا يكون العمل من أجل النهوض بها أحد هذه الأسباب!.
ولننظر قليلاً إلى واقع بعض الدول فمتى كانت فيتنام وتايلاند وإندونيسيا وكوريا الشمالية وغيرها وغيرها نحسب لها حساباً؟!.. إنها الآن تتفوق علينا في عدد من الألعاب وإذا استمر التعاطي مع النهوض بهذا الشكل فهم لن يحسبوا لنا حساباً مستقبلاً.
إن المشاركة السعودية بشكل خاص والعربية بشكل عام في الدورة الآسيوية 2010 تقرع جرس إنذار حقيقي فإما أن نتعلم منه ونمضي قدماً وإما على رياضتنا السلام، لأن أي ترقيع مهما كان لن يفيد في زمن أصبح فيه كل شيء محسوبا بدقة، وأصبح الزمن يقاس بجزء جزء الثانية.