أصبحت الحروب والصراعات آفة العرب الجديدة التي دمرت وحدتنا كأمة واحدة، وزلزلت كيان الدول، ففرقتها ومزقتها إلى دويلات صغيرة متقاتلة متناحرة، وحولت الإخوة وأبناء العمومة إلى أعداء. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل استقوت كل فرقة بالخارج (أعداء الأمس) من أجل الحماية والتدخل في الشؤون الداخلية، الأمر الذي هدد حريتنا وأضاع هيبتنا بين الأمم .. صراعات الحروب الدامية والمدمرة على السلطة وعلى الثروة في غياب بين من هم في الحكم، ومن هم في المعارضة على أسس ما يتفق فيها الجميع على كيف يختلفون، وكيف يديرون خلافاتهم بالأساليب السلمية بوحي من الاحترام المتبادل بين ما هو لي، وما هو لك، وما هو خاص، وما هو عام، وعدم اللجوء إلى الأساليب العنيفة التي تقتل فيها الحياة والحرية والحق والواجب، والقاتل والمقتول على حد سواء!
الحروب والصراعات هي الشر الذي ينتج عن ذلك السلوك العدواني للأفراد والجماعات والعصابات المتمردة على النظام وما هو نافذ من القوانين تماماً كذلك الذي حدث في اليمن من قبل الجماعات الحوثية وما انتهت إليه من استفزاز لأبناء تلك المحافظات الآمنة التي يدفعون إليها الشباب دون مسؤولية أخلاقية ودينية، إلى حد الهلاك والإهلاك للأبرياء. فهل يتعظ الذين يراهنون على الحروب والصراعات أنهم يخوضون حرباً مجنونة لا يمكن الركون إليها مهما كانت مدعومة من هذه الدول التي تحب زرع الفتنة أو تلك لأنها ضرب من ضروب المستحيل الأقرب إلى الوهم منها إلى الحقيقة. فبدلا من أن نحقق حلم الاتحاد العربي، حولتنا الصراعات المذهبية إلى دويلات متفرقة، وما شهدناه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في توحيد الأمة العربية كأمة واحدة تحت سقف واحد، ألا وهو رعد الشمال الذي جمع أكثر من اثنين وعشرين دولة تحت راية واحدة وجيش واحد ضد ما يجري من حروب وصراعات في بعض الدول العربية وضد العدو الأكبر للإسلام والمسلمين لهو شاهد على قوة العرب عند اتحادهم صفا واحدا ضد أعداء الإسلام والمسلمين.