شكّل إحباط الجهات الأمنية مساء أول من أمس، عملية إرهابية في بلدة أم الحمام بمحافظة القطيف، إنجازا جديدا يحسب لها، بعد أسبوع من تحذيرات وجهتها الجهات الأمنية لأئمة المساجد والمسؤولين عنها في عدد من مدن وبلدات القطيف.
ومثّل الحادث فشلا آخر يحسب على التنظيمات الإرهابية في سعيها إلى إثارة الفتنة الطائفية في المملكة عبر استهداف مكونات بعينها.
استعدادات مسبقة
لم يكن إحباط الجهات الأمنية مفاجئا، إذ أرسلت الجهات الأمنية قبل 10 أيام تحذيرات لعدد من أئمة المساجد بمدن وبلدات محافظة القطيف، إضافة إلى عقد اجتماعات مع عدد آخر، تم خلالها تنبيههم إلى وجود خطر محتمل الوقوع خلال الفترة المقبلة، وخصص بالتحديد الجمعة والإثنين من الأسبوع الماضي، إذ لوحظ وجود كثيف للجهات الأمنية بالقرب من مداخل عدد من البلدات، إضافة إلى وجود نقاط تفتيش مفاجئة في عدد من الطرق الرئيسية بالمحافظة.
تهديد خطير
ذكر الشيخ سعيد الخويلدي، أحد المشايخ الذين حضروا اجتماعا مع الجهات الأمنية في مدينة صفوى، أنه تم إبلاغهم بأن هناك تهديدا خطرا وصل إلى الجهات الأمنية في القطيف من أعلى المصادر الأمنية بخصوص الجمعة قبل الماضي، والإثنين اللاحق له، إذ أبلغ نائب مدير شرطة صفوى المقدم عبدالمحسن المطيري الحاضرين الاجتماع بإنهاء صلاة الجمعة في حدود الساعة الـ12.30 كحد أقصى، وأن يكون الانتهاء في ليلة الإثنين كحد أقصى الساعة الـ8 مساء.
ومع التحذيرات التي وصلت إلى جميع القائمين على المساجد في المحافظة، بدأ التكثيف الأمني المستمر منذ بداية التحذير إلى أمس يبدو معتادا، إذ ذكر مرتادون لمسجد العهد في بلدة أم الحمام، والتي تم ضبط الإرهابيين فيها أن وجود الجهات الأمنية في البلدة منذ أسبوع لم يكن مستغربا، إذ لوحظ وجود غير معتاد للجهات الأمنية داخل البلدة وعلى مداخلها، إلى أن تمكنوا من إحباط العملية الإرهابية والقبض على الإرهابيين وحماية المصلين.
تكتيك جديد
عُرفت بلدة أم الحمام ضمن بلدات محيط القطيف والمعروفة بطبيعتها الزراعية، إضافة إلى صغر حجمها وملاصقتها باقي البلدات القريبة منها، كالجش والخويلدية، حتى لا يمكن أن يميز القادم لها الخط الفاصل بين كل بلدة وأخرى، فكان استهدافها من الإرهاب تكتيكا جديدا للتنظيم عبر توجهه للبلدات الصغيرة.