نلاحظ  أن التطور العلمي في كافة صوره يقوم منذ القدم على نشاط فردي، أي في جود مستكشف أو مخترع تؤخذ أفكاره وتجاربه وتطبق على الواقع بشكل جماعي، ولو سردنا عدد المستكشفين والمخترعين وإنتاجهم لاحتجنا إلى صفحات، ولكنا هنا  سوف نركز على جانب يهتم بعقلية  بعضهم والبيئة التي عاش فيها في الماضي والحاضر.

في الماضي اخترعت القاطرة البخارية على يد جورج ستيفينسون وابتكر جون دير المحراث الفولاذي،  وطور إسحاق سنيجر آلة الخياطة، واخترع توماس إديسون جهاز الحاكي (الجرامفون) وابتكر الإخوة لومبير السينما، إذا رجعنا إلى واقع  بعض هؤلاء  من الناحية العلمية والاجتماعية يتضح لنا أن ستيفنسون اميا وجون دير حدادا، وسنيجر عاملا ميكانيكا، وإديسون من أصول متواضعة، لقد أبدعوا رغم  الحالة التي كانوا يعيشون فيها، أي أنهم  كانوا من الناس العاديين، الشيء الذي جعلهم يبدعون  هو شحذ عقولهم  في حب الابتكار، والذي جاء عبر التطبيق والتجارب الحية بوسائل بسيطة لمواجهة مطالب تلك الفترة.

 يمكن أن  نساير الحاضر الذي نعيشه بتلك الحقبة  من خلال نمط التفكير العقلي، وذلك في شخصيات مثل بيل جيتس مؤسس شركة مايكروسوفت أو مارك زوكربيرج صاحب فيسبوك أو ستيف جوبز  صاحب شركة آبل الذين  كان لهم الأثر الكبير في ثورة الاتصال الهائلة التي حققتها ابتكاراتهم والتي مازالت  تشهد الكثير من التطوير يوما بعد يوم، أدخلت هؤلاء عالم الثراء وأصبحت شركاتهم ذات سمعة عالمية اكتسحت الأسواق بشكل هائل، والتي لم تكتف بالدخل المادي من بيع منتجاتها، بل راحت تشجع المبادرات  الفردية وتدعم الأبحاث  التطبيقية التي تزيد من سيطرتها على الأسواق، وهذا هو سر النجاح الحقيقي، أين هذا من واقعنا الذي يوجد فيه الآلاف من الأثرياء الذين يملكون شركات في الداخل والخارج ينصب تركيزهم على الاقتناء أحيانا وتشجيع لاعبي الرياضة، أليس من الأجدر تقديم الدعم ولو بجزء بسيط لتشجيع المواهب الشابة في تحقيق أبحاثها المختلفة، وعدم التقليل من إمكانياتها وقدراتها، هذا يخلق جيلا يسارع إلى طرق أبواب البحث والابتكار التي هي عنوان المستقبل في الوقت الحاضر.