على الرغم من معارضة كثير من كبار السن ومحبي الفنون الشعبية في منطقة عسير وبعض المحافظات المجاورة لها، مثل محافظة الدرب، موجةَ دمج الإيقاعات الموسيقية مع الطبول عند أداء الفنون الشعبية، والتي تصاعدت وتيرتها في السنتين الأخيرتين، إلا أن قطاعا واسعا من الشباب استطاعوا تجاوز تلك المعارضات، وفرضوا أذواقهم في كثير من المناسبات العامة والخاصة التي تؤدَّى فيها الفنون الشعبية.

جذب كبير

يقول الشاعر الشاب مفرح صمان الذي يعدّ من أبرز الشعراء الشعبيين الذين اقترن حضورهم بحضور الموسيقى في الحفلات الشعبية" لا شك أن دخول الإيقاعات الشعبية الجديدة في الفنون الشعبية، جذب كثيرا من الشباب إليها، حتى أولئك الذين لم يكونوا متفاعلين مع الفن الشعبي التقليدي، إذ نلاحظ حرصهم على حضور الحفلات التي تحوي الإيقاعات الموسيقية المصاحبة للطبول".

وأكد أنه استطاع التواكب معها وإجادتها، إضافة إلى قدرته على إحياء المناسبات دون إيقاعات، وهو ما تعود عليه من زمان.

 بدوره، يؤكد الشاعر جابر الثوعي أن إقبال الشباب على الإيقاعات الموسيقية المصاحبة للفنون الشعبية، فرض وجودها في كثير من مناسبات الأفراح، سواء الوطنية أو الاجتماعية، بل لا أبالغ إذا قلت إن وجودها أصبح ضروريا في معظم المناسبات.

دورات تدريبية

يعدّ وجود أشخاص محترفين في العزف على الآلات الموسيقية، ركنا مهما جدا في التوجه الجديد، لدمج الموسيقى مع الطبول التقليدية، ولذلك اتجه بعضهم للالتحاق بدورات تدريبية في هذا المجال.

يقول الشاب عبده رشيد الدربي، إنه احترف العزف على الآلة الموسيقية قبل 8 سنوات تقريبا، وذلك قبل انتشار"موضة" دخول الموسيقى على مناسبات الفنون الشعبية، مشيرا إلى أنه التحق بدورات تدريبية على الآلة لتكون جزءا كبيرا من عمله وكسبه للمال، بعدها شاهد التدرج السريع لإضافة الموسيقى في الحفلات الشعبية، فحرص على الاستثمار فيها أيام الإجازات التي تكثر فيها الاحتفالات، مؤكدا، أن أداءه على الآلات الموسيقية، خصوصا الـ"أورج" قوبل باستحسان كبير من الجمهور.