أكد استشاري الطب النفسي، المدير الطبي لمجمع الأمل للصحة النفسية بالرياض، والأستاذ المساعد في جامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور فهد المنصور، أن التوعية والترفيه من أهم الوسائل التي تحد من تجنيد الجماعات المتطرفة للشباب، لاسيما أن أغلب من يقوم بعمليات التفجير التي تعرضت لها المملكة خلال الفترة الماضية هم أقل من 20 سنة، نظرا لكون الشاب سريع التأثر.
استغلال طاقات الشباب
دعا المنصور وزارتي الثقافة والإعلام والتعليم إلى التركيز على هذه الشريحة، لاسيما أن نسبة ما دون 21 سنة يشكلون 60%، ويجب استغلال طاقاتهم في الترفية مثل الرياضة ووسائل متنوعة واستغلال أوقات فراغهم، وتعزيز التربية في المدارس والانتماء للوطن، وتعزيز مهارات التواصل مع الآخر واحترام الآخرين والمذاهب المختلفة. وقال إنه تم خلال السنوات العشر الأخيرة تحديث المناهج خاصة المناهج الدينية، التي اتهمت في مراحل معينة بأنها السبب في التشدد.
مواقع التواصل
قال المنصور، إن وسائل التواصل الاجتماعي قربت الكثير من الشباب إلى المجتمع، مشيرا إلى أن الكثير من الدعاة أصبحت لديهم حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي المختلقة، للتواصل مع الشباب ومناقشتهم في الكثير من جوانب الحياة.
لغة الجسد
وأشار إلى أن لغة الجسد تشكل نسبة 55% من وسيلة توصيل المعلومة، بينما محتوى الكلمات يشكل 7 % في التأثير على الآخرين، و38 % تشكلها طريقة إيصال المعلومة مثل الصوت ونبرته والوقفات. وذكر خلال دورة بعنوان "الإقناع وفن التأثير"، ضمن برنامج "اصنع مهارة"، عددا من الحركات التي يستخدمها الفرد لإيصال المعلومة مثل حركة الأيدي عند الكلام بأن تكون راحة اليد مفتوحة، بينما اليد المقبوضة تعطي شعورا للشخص الآخر بأن نبرة الغضب موجودة، وكذلك الإشارة بالأصبع وتعطي شعورا بالانتقاص من قدر الآخر. ولفت إلى أن فهم ومعرفة لغة الجسد يعطينا المعرفة الكاملة عن الشخص المتحدث إن كان مرتاحا بالحديث معنا أم لا، ومثال ذلك تكتيف الأيادي حيث تشعر الشخص المقابل بأنه متحفظ ولا يريد الحديث في هذا الموضوع، مؤكدا على أهمية إيصال المعلومة بأقل عدد من الكلمات حتى لا يشعر المتلقي بالملل.
وأكد المنصور أن أغلب الشباب يبحث عن القوة والتقدير، فلذلك قد يلجأ للجماعات المتطرفة لتحقيق ذلك، وكذلك الإحساس بالإحباط من وضع اجتماعي معين، فيلجأ إلى أي جهة يحقق من خلالها رفع الظلم عن نفسه، مما يجعله وسيلة سهلة للوقوع في أيدي تلك الجماعات المتطرفة.