أكد مفتي مصر الدكتور شوقي علام،على أهمية دور مراكز الإفتاء الرسمية في العالم العربي في مواجهة الفتاوى التكفيرية والمواقع التي تتبناها. وقال "دار الإفتاء المصرية تبذل ولا تزال الكثير من الجهود من أجل مواجهة التطرف والإرهاب، حيث أنشأت قبل ظهور "داعش" وحدة لرصد الفتاوى التكفيرية ودحضها، وتقوم تلك الوحدة برصد ما يقرب من 183 موقعا تتبنى نشر الفتاوى التكفيرية، كما أنشأت صفحة "داعش تحت المجهر" التي تختص بمواجهة رسائل وفتاوى داعش، ومجلة "إنسايت" لدحض ما يرد في مجلة "دابق" التي تصدرها داعش، وكذلك موقع دار الإفتاء الإلكتروني الذي يبث بـ 10 لغات، فضلا عن تطبيق إلكتروني للفتوى من خلال الهواتف الذكية، والذي تم إطلاقه مؤخرا لتيسير الوصول إلى أبرز الفتاوى الموجودة في أرشيف دار الإفتاء.
خطر التسمية
قال علام، خلال لقاء تلفزيوني مع القناة الرابعة البريطانية، إن "تنظيم داعش الإرهابي لا يعد دولة ولا أفعاله الإجرامية تعد أفعالا إسلامية، وأكدنا مرارا وتكرارا أنه يجب ألا نستخدم أبدا تسمية الدولة الإسلامية للإشارة إلى تنظيم داعش الإرهابي، لأن ما يقوم به هو وأمثاله من الجماعات المتطرفة يتعارض كليا مع الجوهر الحقيقي للرسالة المحمدية من خلال ذبحهم الأبرياء وحرقهم المدارس وسبيهم النساء واضطهادهم الأقليات الدينية وترويعهم المجتمع بأكمله وانتهاكهم حقوق الإنسان بصورة صارخة".
وأضاف أن "الإسلام تصدى للإرهاب ولكل أشكال العنف وإشاعة الفوضى، والانحراف الفكري، وكل عمل يقوض الأمن ويروع الآمنين، فجميعها وإن تعددت صورها تشيع في المجتمع الرعب والخوف وترويع الآمنين فيه، وتحول بينهم وبين الحياة المطمئنة، التي يسودها الأمن والأمان والسلم الاجتماعي، والإسلام لا يبحث أبدًا عن الصدام والتعارض، والعالم بحاجة ماسة إلى تعزيز ثقافة الحوار والتعايش في عالم رفعت فيه الحواجز والحدود، وينطلق من الاعتراف بالهويات والخصوصيات.
وحول دعاوى أن الشريعة الإسلامية غير صالحة لعصرنا الحالي بعد مرور أكثر من 1400 سنة، قال علام إن "الشريعة الإسلامية تمتلك من عوامل المرونة ما يجعل أحكامها تساير كل مستجدات العصر وتستوعب كل قضايا الإنسان في مختلف الأزمنة والأمكنة، ولذا دعا الإسلام إلى الاجتهاد في استنباط الأحكام المناسبة اعتمادا على القواعد العامة التي قررها".