لم تفاجأ الأوساط السياسية اللبنانية بانتهاء زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري، إلى لبنان، دون إحراز أي تقدم في ملف رئاسة الجمهورية، وذلك في ظل استباق الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، زيارة المسؤول المصري بإعلان تمسكه بترشيح العماد عون لانتخابات الرئاسة، مما يعني ضرب أي مبادرة مصرية للحل.
وقال مراقبون إن شكري نقل إلى القادة اللبنانيين استعداد بلاده لمساندتهم من أجل انتخاب رئيس، بدلا من معضلة الفراغ التي تنعكس بشكل دراماتيكي على استقرار لبنان، طارحا مجموعة من الأفكار لتقريب وجهات النظر اللبنانية حول الرئيس الجديد، وبصرف النظر عن المنافسة المحتدمة بين المرشحين، العماد ميشال عون، والنائب سليمان فرنجية على كرسي الرئاسة.
وأضاف المراقبون أن المبادرة المصرية لم تدخل في لعبة الأسماء، إنما ركز شكري خلال لقاءاته مع الساسة اللبنانيين حول صفات رئيس الجمهورية التي يجب أن تتناسب مع حساسية ودقة المرحلة في المنطقة، حيث ركز شكري على ضرورة أن يكون الرئيس جامعا لكل اللبنانيين، وأن يسهم من خلال موقعه في حل الأزمة اللبنانية المرتبطة بالحرب السورية، مشيرين إلى أن مفردات المبادرة المصرية تعني أن القاهرة لا تحبذ أي المرشحين المحتملين للرئاسة، كونهما ينتميان إلى فريق الثامن من آذار ولا يتمتعان بالصفة الشعبية الجامعة، ويؤيدان بشكل مطلق حزب الله المتورط في الحرب السورية.
ويرى النائب اللبناني عن كتلة تيار المستقبل، بدر ونوس، أن الحراك المصري باتجاه لبنان ما هو إلا استكمال للمبادرات الفرنسية التي لم تجد من يتلقفها للخروج من أزمة الفراغ الرئاسي، مبينا أن هذا الحراك لم يأت إلا نتيجة اشتعال الحرب ضد الإرهاب، الذي لم تستثن منه مصر، بل هي إحدى ضحاياه. وأضاف "لأن لبنان في قلب الأزمة لتأثره الكبير بالحرب السورية، فلا يمكن لمصر إيقاف تدفق الإرهاب نحوها إلا من خلال البوابة اللبنانية، وتحقيق الاستقرار السياسي في لبنان، الذي لن يحدث إلا بانتخاب رئيس للجمهورية"، مؤكدا أن استباق حزب الله لمبادرة القاهرة أفشلها قبل أن تبدأ، وهو أمر متوقع من حزب الله الذي سيظل المعضلة الكبرى في تحقيق استقرار لبنان.