تطبيق أسس وبنود الانضباط من أهم عوامل نجاح الإدارة في سياق المحافظة على قيمة الكيانات، ولكن في كرة القدم تحديدا تكون الإدارة ولا سيما رئيس النادي "الكل في الكل" في مأزق توقيت العقوبة بحق بعض النجوم.
والمشكلة الكبرى حين تضعف الإدارة في منعطف حساس بحسابات تدخل في نطاق الحصاد وتكون في حيرة إذا تكاثرت الآراء العاطفية التي تنادي بمعاقبة اللاعب ماليا فقط، أو تأجيل عقوبته إلى ما بعد المباراة.
أسوق هذه المقدمة مبديا إعجابي الشديد بالشعار الانضباطي الذي أشهرته إدارة نادي الهلال برئاسة الأمير نواف بن سعد في بداية الاستعداد للموسم الرياضي الجديد، بما يؤكد الاستفادة من بعض سلبيات أول موسم لها، حيث أبعدت خالد شراحيلي من القائمة بعد استنفاد كافة سبل الإصلاح، وأوقعت عقوبة انضباطية بحق النجم محمد جحفلي بسبب قصة "القزع" التي استشرت بشكل مقزز يستوجب التصدي لها بحزم على صعيد الأندية والمنتخبات، لاسيما أن الهيئة العامة للرياضة عممت نهاية الموسم الماضي بأهمية تطبيق اللوائح والأنظمة ومن بينها قصات القزع وما يدور في فلكها.
وستكون إدارة الهلال على المحك إذا أخل بعض النجوم في أوقات حساسة وقبل مباريات مهمة. والأكيد أنه كلما تشددت في تطبيق العقوبات التي أقرتها في لوائحها كلما ساد الانضباط وتعاظمت الإيجابيات. ومن أهم واجبات إدارات الأندية أن تحمي الكيانات وتحافظ على المبادئ السامية التي تبعثرت تحت بند "حرية النجم"، وهذا للأسف صار مبتذلا لدى كثيرين من بينهم نقاد ومسؤولون، غير قادرين على تحمل المسؤولية بمهامها وأسسها الصحيحة، مع التشديد على أن مسؤولية اتحاد القدم مضاعفة.