ليت بعض مثقفي الخليج وحركيّيه وإصلاحيّيه يوفرون جهودهم وحناجرهم وتغريداتهم، وينشغلون بأنفسهم وببلدانهم..
الأحداث في غير مكان، تتكرر خلال السنوات الخمس الماضية بشكل متطابق.. وردود الأفعال المتشنجة تتكرر هي الأخرى بشكل متطابق!
خذ لديك على وجه الدقة، ما حدث ليلة الثلاثين من يونيو 2013 في مصر، ثم استرجع ردود الأفعال المصاحبة له.. تجد أنها تكررت حذو القُذة بالقذة؛ خلال الساعات الأربع التي حاول فيها مجموعة من أفراد الجيش التركي الانقلاب على الرئيس رجب إردوغان ومؤسسة الحكم المنتخبة، البارحة الأولى!
في الثلاثين من يونيو حينما كنت أعاتب البعض على التعاطي "المتشنج" مع الأحداث في مصر، وأن المصريين ليسوا بحاجة لمن يعلمهم كيف يديرون بلادهم، يصلني الرد سريعًا أن ما يحدث في مصر ذو تأثيرات مستقبلية على الخليج، وله امتدادات على شعوب المنطقة وحكوماتها، وأن الشأن المصري بالذات هو شأن عربي عام.. وبالتالي من حق الجميع الحديث عنه!
كنا أمام حالة صخب وسهرات لا يمكن نسيانها أبدًا؛ حيال ما جرى تلك الأيام في مصر.. معارك طاحنة ثار غبارها في وسائل الإعلام الجديد!
البارحة الأولى خرجت بعض الأصوات الفردية في السعودية والكويت والإمارات تصفق للمحاولة الانقلابية في تركيا، ورغم قلتها إلا أنها أثارت الغبار بشكل كبير.. إذ انطلقت عشرات الآلاف من التغريدات للتعبير عن الوقوف ضد المحاولة الانقلابية.. لم يطلنا سوى الضجيج؛ وهذه هي الحقيقة؛ إذ لا أولئك كانوا ذوي تأثير، ولا هؤلاء كانوا مسموعين في تركيا ليلتها.
أمر يبعث على الدهشة فعلًا .. صراعات محيّرة للغاية .. نعم؛ من حق كل إنسان أن يعبر عن موافقته أو رفضه.. لكن ليس بهذه الطريقة!
كان من المخجل أن ينحدر أكاديميون وناشطون وإعلاميون بارزون إلى مستوى متدنٍ من لغة الحوار .. والمخجل أكثر أن يصفق من يرتدي عباءة الليبرالية للانقلابات العسكرية!
حدث هذا والجميع كما يقول المثل "يؤذنون في مالطا".. إذ لا أثر ولا تأثير لهم على المشهد!