بعد النكسة التي منيت بها إيران في مصر والسودان والمغرب، بفعل استخدامها شعار ولاية الفقيه ونشر التشيع، قالت تقارير إن طهران تعمل حاليا على التوجه إلى شمال إفريقيا بمزاعم محاربة تنظيم داعش، أو عبر وسائل اقتصادية أخرى.
وأشارت التقارير إلى أن وزير خارجية إيران جواد ظريف يستغل وجود التنظيم في ليبيا بإشاعة أنه يشكل خطورة على دول شمال إفريقيا، للتوغل فيها، مشيرة إلى أن السياسة الإيرانية تصطدم بالتوجه العام لهذه الدول التي لا تعتمد على الطائفية لكونها سياسة سلبية تثير الفرقة والاحتقان بدلا من التعايش السلمي، فضلا عما هو معروف عن التدخل الإيراني في بعض دول المنطقة والذي جلب الحروب الأهلية بين شعوبها.
وأوضحت التقارير أن اعتراف طهران علنا بأنها تدعم الحروب بالوكالة في الشرق الأوسط لحماية "المصالح القومية العليا الإيرانية" يجعل من الصعب على دول الشمال الإفريقي تقبل وجودها، لا سيما بعد إدانة مجلس التعاون الخليجي ومنظمة التعاون الإسلامي دور إيران في اليمن وغيره بدول المنطقة.
وحسب التقارير، فإن علاقات إيران مع ليبيا اتسمت إبان نظام القذافي السابق بالفتور بفعل قوة العلاقات الليبية المصرية، كما أن القذافي رفع شعار الوحدة العربية ولم يرفع الشعار الإسلامي مطلقا، ومن ثم لم تتمكن إيران من إقامة علاقات مع القذافي طيلة حكمه، كذلك فإنه بعد مقتل القذافي عام 2011، وانتشار الفوضى في ليبيا وظهور داعش وانقسام القيادات الليبية، جعل من الصعب على إيران أن تجد موطئ قدم في هذا البلد.
وبالنسبة للجزائر، قالت التقارير إن القيادة الجزائرية حريصة على تطوير علاقاتها مع الدول الخليجية ومصر، قبل وبعد ما يسمى بالربيع العربي، لذا فمن غير المتوقع أن تنفتح الجزائر على طهران بعد رفع القيود الاقتصادية ضدها، خاصة أن الجزائر لديها إنتاج نفطي كبير يجعلها لا تلتفت إلى إيران.
وأشارت التقارير إلى أن مشاركة الإسلاميين في حكم تونس يعطي احتمالات بأن ينفتح هذا البلد على إيران على الأقل في المجال الاقتصادي، غير أن الرد على ذلك يأتي من وجود التنظيمات الإرهابية التي تجعل التونسيين يتخوفون من هذه الخطوة، خاصة لما هو معروف عن طائفية طهران، وسعيها الدائم إلى التدخل في شؤون الدول التي تربطها بها علاقات.
ولفتت التقارير إلى وجود عقبة أخرى تجابه إيران في دول شمال إفريقيا، وهي أن هذه الدول تفضل الانفتاح الاقتصادي مع دول شمال البحر المتوسط والاتحاد الأوروبي، وليس مع إيران.