فيما يواجه حزب الله مأزقا عسكريا كبيرا في سورية، بعد الخسائر الفادحة التي لحقت به خلال الأسبوعين الماضيين في حلب، قالت دوائر سياسية لبنانية إن هذه الخسائر تشير إلى اقتراب هزيمة الحزب سياسيا، خصوصا بعد التقارب التركي – الروسي الذي سيكون بطبيعة الحال على حساب إيران وحزب الله.
وأشارت الدوائر السياسية إلى انعكاس الخسائر التي لحقت بحزب الله على سلوك أمينه العام حسن نصرالله، ومحاولاته تحقيق مكاسب في الداخل اللبناني، مستشهدة في ذلك بخطاب نصر الله الأخير، والذي تضمن ما يشبه مبادرات الصلح مع قوى سياسية في الداخل اللبناني، كذلك التنظيمات العسكرية المتقاتلة داخل سورية، وفي مقدمتها تنظيم داعش لحفظ ماء الوجه أمام جمهوره الذي أصيب بصدمة بعد هزيمة الحزب في حلب.
مغازلة الحريري
على صعيد الداخل اللبناني أبدى نصر الله عدم ممانعة في وصول سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة، على أن يتم انتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية، ونبيه بري رئيسا لمجلس النواب، ووفقا لمراقبين، فإن نصر الله حاول أن يظهر وكأنه المتحكم في زمام الأمور في لبنان، متجاهلا آليات انتخاب وتعيين هؤلاء الثلاثة وفق الدستور اللبناني، حتى يبين لجمهوره أنه ما زال المحرك الوحيد للأحداث في لبنان رغم هزيمته في حلب.
وعبّرت مصادر في فريق الرابع عشر من آذار عن استيائها من تلك التصريحات، وقالت إن تصريحات نصر الله الأخيرة، لا تتعدى كونها كلاما سياسيا لن يتحول إلى واقع، مدللة على ذلك باستمرار فريق الثامن من آذار في تعطيل الانتخابات الرئاسية.
وأضافت "كل ما يريده حزب الله هو إثبات أنه الممسك بزمام الأمور في لبنان، خلال الترويج لتنازله وقبوله بسعد الحريري رئيسا للحكومة".