سعاد عسيري



بات الإهمال والتقصير أمرين ألفهما المواطن عند دخوله بعض المرافق الخدمية لوزارة الصحة، قد يظن القارئ أن ما سيطرح هنا عن الخدمات المفتقدة كليا أو جزئيا ابتداء من الأجهزة الحديثة والأطباء الأكفاء، والمواعيد الطويلة وغيرها، وقد يقول قائل: أوجاعنا طغت على هكذا أحاديث.

لكن الأشد إيلاما أن تلك الالتزامات والخدمات أصبحت من كثرة إهمال وزارة الصحة كماليات تعجز عن توفيرها للمواطن، وبات هناك مطلب أعلى، أجزم أن الجميع يشكو منه ألا وهو: (نظافة المكان).

مراكز الرعاية الصحية بجازان والمكونة من ثمانية وثلاثين مركزا تحت مسمى القطاع الجنوبي، تعاني سوء النظافة، وهي التي تخدم آلاف القرى، فالمركز الواحد يرتاده في اليوم ما يقارب الثلاثمئة حالة.

والملفت أنه عند انتظار دورك للدخول على الطبيب لا تحتاج إلى التمعن لتتبين حجم المشكلة، فالبقايا من أكياس ونفايات وأكواب وغيرها تملأ المكان، ناهيك عن تلك الروائح النفاثة التي لا تتناسب مع أماكن تتعامل مع صحة الإنسان ومنوط بها احترام آدميته، ولك أن تحمد الله حين لا تحتاج إلى دخول إحدى دورات المياه.

والعجيب أنه عند توجيهنا لأحد منسوبي أحد المركز الصحية بتساؤل عن سبب تراكم القمامة؟ كان رده أن عمال النظافة في إضراب عن العمل، وتساءل هو بدوره: أنا أدفع قيمة نظافة عيادتي، فكيف لي أن أدفع قيمة نظافة المركز؟

كم تبلغ يا ترى قيمة مناقصات متعهدي الصيانة؟ لماذا الوزارة تلقي باللوم عند المحاسبة عن هذا الأمر على المتعهدين وكأن الأمر يقاس بالشيء البسيط وبالعوارض لا بالمسببات؟

لماذا عند معالجة أمر يمس صحة الإنسان ما زال التعامل معه بطريقة الخطابات والرفع والرد والروتين المقيت؟

وكيف لمكان يتوقع أن يقدم ما يساعد على استشفاء المواطنين يكون سببا في زيادة أوجاعهم؟

فما الضير إن وضعت لجنة تقوم بتفقد تلك المراكز بصورة دورية، لتقف على المشاكل الحاصلة فيها وتنظر في مسبباتها، وتوجد حلول لها وتعاقب من تسبب فيها؟

ألا تستحق جازان النظر إليها كمنطقة قادت بلادنا حربا عارمة لتحميها؟ ألا تستحق جازان أبلغ صنوف الرعاية صحيًّا كما رعيت أمنيا وحدوديا؟