جددت الرئاسة التركية موقف أنقرة بعدم وجود دور لبشار الأسد في أي عملية انتقالية في سورية. وقال الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، عقب الزيارة التي قام بها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ولقائه بنظيره الروسي فيلاديمير بوتين الأسبوع الماضي، إن أنقرة لم تغير موقفها من مصير الأسد، مشيرا إلى أنه "من السابق لأوانه" الحديث عن دور له في عملية الانتقال السياسي.
وطبقا لمراقبين السياسيين فإن التموضع التركي الجديد من الأزمة السورية وخصوصا بعد التقارب التركي الروسي يشير إلى أن تركيا ستتحول إلى لعب دور في صياغة الحل الروسي للأزمة السورية، بدلا من أن تكون جزءا من الحل الأميركي، كما أن أنقرة ستعمل على الإفادة من أي إنجاز يحققه الثوار في سورية لفرض نفسها بثقل أكبر في الحلول التي تصيغها روسيا للأزمة السورية.
وفيما أكد مسؤولون أتراك رفيعو المستوى أن الخلافات بين موسكو وأنقرة لا تزال قائمة على المحورين السوري والكردي، ألمح مراقبون روس إلى أن لا روسيا ولا تركيا تنوي التنازل عن مواقفها المبدئية في هذين المحورين تحديدا.
وكان السفير التركي في موسكو أوميت يارديم قد أعلن أن القضية الكردية تم بحثها خلال لقاء الرئيسين الروسي والتركي، مشيرا إلى وجود خلاف حيال القضية الكردية.
ووصفت وسائل إعلام روسية لقاء بوتين – إردوغان بأنه كان اقتصاديا بحتا. أو بشكل أكثر دقة، كان أرضية أفقية خصبة للتمهيد لمشهد جيوسياسي وجيواقتصادي جديد إقليميا ودوليا، بصرف النظر عن "العامل السياسي" حول الأزمة السورية عموما، ومصير الأسد على وجه الخصوص. فالاختلاف أو الاتفاق أو التقارب أو حتى التطابق حول سورية قد يأتي في المرتبة الثانية بعد ترميم العلاقات بين موسكو وأنقرة وإعادتها إلى ما قبل الأزمة التي خلفتها إسقاط مقاتلات تركية لطائرة روسية قرب الحدود السورية قبل عدة شهور.
وأشارت تقارير روسية إلى أن تصريحات بوتين وإردوغان حول سورية اقتصرت على عزمهما التوصل إلى تفاهم مشترك للتسوية في سورية، وأنهما ستتبادلان المعلومات وتبحثان عن الحل. بمعنى أن "المسألة السورية" لا تزال في مربعها الأول بالنسبة للطرفين الروسي والتركي، وإن كانت موسكو تحاول تلمس جوانب جديدة أكثر مرونة، وتسعى لإيجاد مقاربات وخطوط تماس، سواء في المجال السياسي أو في المجال الاقتصادي – التجاري أو في مجال الطاقة.