شخّص رئيس نادي أدبي الرياض الدكتور عبدالله الحيدري موقف الشاعر السعودي الرائد عبدالله بن خميس من الشعر العامي أو الشعبي من خلال الأقوال المبثوثة في كتبه ومقالاته الصحفية ومن خلال الدراسات التي أعدت عنه، وأشار إلى أن الشعر الشعبي "العامي" من المواقف التي أثارت جدلا في حياة ابن خميس، في الوقت الذي تعرضت أفكاره الخاصة في هذا الأمر للتشويه المقصود أو غير المقصود، مشيرا إلى "أن المتسرعين من خصومه الذين لم يتعمقوا في قراءة أفكاره تجاه الشعر العامي يحملون عليه ويصفونه بأنه مناصر العامية وحامل لوائها في حين ابتهج الشعراء العاميون ومحررو الصفحات الشعبية بما أبداه ابن خميس من أفكار وآراء وطاروا بها فرحا دون التعمق في حيثياتها واستثناءاتها. وبين الحيدري في الندوة التي عقدت مساء أول من أمس بالخيمة الثقافية بسوق عكاظ "أن عبدالله بن خميس كان يعتز بالشعر الشعبي القديم في زمن كان ينظر فيه للشعر كأداة للتوثيق والتاريخ"، مؤكدا أن ابن خميس وصف الشعر الشعبي بأنه "معقل من معاقل الفصحى حيث حفظ ثروة لا يستهان بها، وأنه المرجع الوحيد لحفظ لهجات القبائل المتوارثة خلفا عن سلف وأنه ينبع من صميم البادية". وعلق الحيدري على هذا الرأي قائلا "من الواضح أن ابن خميس يعتز بالشعر الشعبي القديم الذي كان ينظر له في الزمن القديم على أنه من أهم وسائل الإعلام والانتشار والتوثيق، أما الشعر العامي المعاصر الذي يدعو له الكثيرون مع انتشار التعليم وذيوع الفصحى فهو ترف ولا يسر".


 


دوره في المجامع العلمية

أكد الدكتور محمد الربيع في ورقته خلال الندوة أن عبدالله بن خميس علم من أعلام المملكة، فهو شاعر وجغرافي وصحفي ورائد في مجالات متعددة، ولم تكن شهرة ابن خميس محلية فقط، بل ذاعت شهرته خارج المملكة في المجامع اللغوية ومؤتمرات الأدباء والشعراء العرب، وشارك في النشاطات الثقافية بصفة رسمية أو شخصية، سواء نشاطه في المجامع اللغوية أو المؤتمرات الخاصة بالأدباء والشعراء العرب وله قصائد في المدن العربية. وأشار إلى أن الشاعر ابن خميس انضم للمجمع اللغوي عام 1396وكانت مشاركاته تتناول محورين، هما "محور البحوث والدراسات في الشعر ومحور المناقشات والتصويبات والتعليقات وأسدى للمجمع 8 بحوث وله 3 قصائد في المجمع، وبين أنه دوّن أحداث زياراته وكتب قصائد في بعض تلك المدن، وقابل طه حسين وحضر ندوة العقاد.







لا يبدأ بالغزل

يرى الناقد الدكتور سعود اليوسف في الندوة نفسها، أن شعر ابن خميس لم يبتعد عن القصيدة العمودية، سعيا منه للحفاظ على هوية وبنية القصيدة العربية، وكان حفيا بجمع بعض الشعر والقصائد العامية، اعتقادا منه بأنها تقترب من الشعر الفصيح، ولا يبدأ في مطالعه الشعرية بالغزل، وإنما يهتم بالمطالع التقليدية، مقتفيا أثر المتنبي وأبوتمام، حيث يكون المطلع إلماحة عن فكرة القصيدة أو عنوانها، وتحدث عن المعارضات عند الشاعر عبدالله بن خميس، فعارض نونية ابن زيدون وعينية البحتري.




شعره الوطني والقومي

اختتمت الدكتورة هيا السمهري الندوة بالحديث عن الشعر الوطني والقومي لدى ابن خميس. وقالت: عندما يعتلي على المنبر فإنه يلقي قصيدة تؤرخ للمكان والزمان في تلك اللحظة، وعندما يصنع الوطن في مخيلته فإنه يقرن عشقه للمكان بهمة الحاكم، وهذا من التوثيق للإنجازات والتحولات الحضارية.