تسببت الأحداث الإرهابية الأخيرة التي شهدتها فرنسا في تصاعد ظاهرة "الإسلاموفوبيا" وزيادة حدة الهجوم على المسلمين، خاصة بعد تعمد وسائل الإعلام المختلفة الإشارة بأصابع الاتهام للمسلمين، كما تزايدت حدة هذه الاتهامات بعد حادث الاعتداء على كنيسة ببلدة "سانت إتيان دو روفري" وقتل راهب مسن. وذكر المرصد المدني الديمقراطي للدفاع عن الحريات، وهو منظمة مدنية، في بيان صحفي، أن ظاهرة "الإسلاموفوبيا" تزايدت حدتها في فرنسا بشكل غير مسبوق خلال الفترة من منتصف يوليو وحتى الثامن من أغسطس الجاري، مسجلة 81 حالة اعتداء على مسلمين فرنسيين، و33 لاجئا، وهذا الرقم يشير إلى دلالات خطيرة، الأمر الذي يوجب على جميع الجهات المعنية سرعة التدخل لحماية المسلمين، وتوجيه الرأي العام، من خلال وسائل الإعلام إلى التفريق ما بين الإسلام والتطرف، إضافة إلى التصدي لحملات التحريض ضد المسلمين الأبرياء.


حملات التحريض

كشف المرصد أنه أعد تقريرا حول متابعة وسائل الإعلام خلال الفترة من منتصف يوليو الماضي وحتى الثامن من أغسطس الجاري، وقد تبين للمتابعين أن الغالبية العظمى من وسائل الإعلام المحلية، قامت بإعداد وعرض تقارير إخبارية أشارت خلالها بأصابع الاتهام إلى المسلمين في فرنسا واللاجئين الموجودين ضمن برنامج الإيواء الذي أقره الاتحاد الأوروبي في وقت سابق، كما طلبت بعض هذه التقارير من الحكومة سرعة طرد المسلمين، سواء كانوا فرنسيي الجنسية أو وافدين أو لاجئين، من فرنسا لأنهم – بحسب التقارير - السبب في جميع الكوارث التي تعاني منها فرنسا، وهذه الادعاءات والمطالبات تتنافى مع مبادئ الجمهورية الحديثة "الحرية والمساواة والأخوة"، كما تعد جريمة في حق الأقليات ويعاقب عليها القانون.

الدعوة للتشدد

أضاف المرصد في تقريره، أن الحكومة الفرنسية أيضا تأثرت بهذه الحملات، وساهمت في سخونتها وحدة مادتها الإخبارية، خاصة بعد الإعلان عن إغلاق عشرات المساجد والجمعيات الثقافية الإسلامية في عدد من المدن، تحت دعوى محاربة التطرف. كما طالب عدد من المسؤولين الفرنسيين ونواب برلمانيين بملاحقة التيارات السلفية في فرنسا قضائيا، وطرد عناصرها من البلاد، ومصادرة أي أرصدة مالية في مختلف المؤسسات البنكية تخص الجمعيات والمراكز والمؤسسات الإسلامية، ومنع تحويل تمويلات مالية لها، بدعوى وقوفها وراء تمويل المتطرفين.

كل هذه الادعاءات والأخبار والتصريحات أدت إلى تفاقم الأزمة، وزيادة ظاهرة الإسلاموفوبيا، وتزايد حالات الاعتداء على المسلمين في فرنسا، وتهديد السلم الاجتماعي بشكل غير مسبوق، وحدوث جفوة بين المسلمين وأتباع الأديان الأخرى. وطلب المرصد في ختام تقريره، التدخل الفوري من جميع السلطات المختصة لمواجهة تزايد العداء للمسلمين، مشيرا إلى أنها أشد خطورة بكثير من الإرهاب، بحسب التقرير.


تقارير مضللة

أشار التقرير إلى أن هذه الحملات الإعلامية تسببت في تزايد مشاعر الكراهية لدى الفرنسيين ضد المسلمين، خاصة بعد اعتداء شخصين متطرفين على كنيسة ببلدة "سانت إتيان دو روفري"، وقتل راهب مسن أمام المصلين بعد إذلاله وإهانته، حيث أبرزت وسائل الإعلام هذا الحادث على أنه نهج ديني لدى المسلمين، وأن الإسلام يحض أتباعه على كره وإذلال المسيحيين وأصحاب الديانات الأخرى، وقد تلاحظ بعد هذه الحادثة ارتفاع حالات تعدي الفرنسيين على المساجد في عدد من المدن، وكذلك الاعتداء على نساء مسلمات يرتدين الحجاب أثناء سيرهن في الشارع أو داخل المتاجر.

أخطاء الإعلام المحلي

تعميم الاتهامات ضد المسلمين





عدم  التفريق بين التدين والتشدد


ملاحقة التيارات السلفية قضائيا

شن حملات تحريض  ضد  الأبرياء


المطالبة بطردهم  من  البلاد



الدعوة إلى مصادرة الأموال الإسلامية