فيما وصفت تقارير اللقاء الذي تم بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره التركي رجب طيب إردوغان يوم الثلاثاء الماضي، بأنه مناورة تكتيكية أكثر منه شراكة إستراتيجية، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن سياسات واشنطن ساعدت على قيام تحالفات غير عادية بالمنطقة، مشيرة إلى أن القادة الروس والأتراك لديهم مصالح مشتركة في إذكاء المشاعر المعادية للولايات المتحدة، وهم يريدون الفوائد التي تجلبها مثل هذه المعارضة للسياسات الأميركية. وحسب الصحيفة، فإن الرئيس بوتين يبحث دائماً عن الفرص لتوسيع النفوذ الروسي، خاصة على حساب الولايات المتحدة، لافتة إلى أن إصلاح العلاقات مع أنقرة عقب محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا منتصف يوليو الماضي، يعطيه فرصة لزرع الشقاق داخل حلف الناتو، ويلعب على شكوك الرئيس إردوغان بواشنطن، ويبني شبكته من الحلفاء لمواجهة أميركا. وترى الصحيفة أن تركيا دولة مهمة بالنسبة لروسيا، كونها ثامن أكبر اقتصاد في أوروبا، مع عدد سكان يساوي سكان ألمانيا، أيضا فإن موقع تركيا ونفوذها لا يمكن الاستغناء عنهما في القضية السورية، وهي قضية مهمة بالنسبة لروسيا.
رفض تسليم غولن
وأشارت الصحيفة إلى شعور الرئيس التركي بالاستياء من الولايات المتحدة منذ سنوات، خاصة بسبب الخلافات في سورية، وقالت "هذا الغضب زاد بسبب رفض إدارة أوباما دعم حملته بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، ورفض الإدارة الأميركية تسليم المعارض فتح الله غولن إلى الحكومة التركية". على الجانب الآخر، لعبت إدارة أوباما دوراً غير مباشر في تسهيل إقامة علاقات أقوى بين مصر وإسرائيل، منذ توقيع معاهدة السلام بين البلدين عام 1979، لاسيما أن القاهرة وتل أبيب تستهدفان في الوقت الحالي، مكافحة الإرهاب في سيناء.
تغير دور واشنطن
وذكرت "وول ستريت جورنال"، أن كل هذا يؤشر إلى تغير النظرة إلى دور واشنطن في المنطقة، ففي الوقت الذي تستمر فيه الإدارة الأميركية بسياساتها وسط اتهامها بالتخلي عن دورها القيادي، فإن حلفاءها وخصومها يستغلون هذا الأمر، لاسيما الرئيس الروسي الذي يستغل تردد واشنطن للتدخل بشكل أكبر في سورية، كما أن الحلفاء التقليديين مثل تركيا يستغلون سياسة الولايات المتحدة لمصالحها الخاصة. كذلك إسرائيل ودول عربية تحاول زيادة نفوذها وحماية مصالحها من خلال تطوير علاقاتها البينية.
وأكدت الصحيفة أن التدخل الروسي في سورية، وسع قاعدة الحوار الروسي-الإسرائيلي، ووجدت تركيا وإسرائيل طرقاً لحل خلافاتهما السابقة.