جاء الإسلام الحنيف خاتما للأديان السماوية، ورسوله المصطفى محمد آخر الأنبياء الأطهار، قضى على الصنمية الجاهلية، وهدى الناس إلى عبادة رب العباد، بالقدوة الحسنة والخلق النبيل. لا إكراه في الدين، لا غلظة ولا قسوة ولا جفاء. لكم دينكم ولي دين.

أقبلت الناس على دين السماحة والوسطية بعيدا عن التطرف، متجردة عما كانت عليه من المعتقدات الفاسدة، لتعيش حياة سعيدة خالية من المنغصات، تعبد الله تعالى على بصيرة حتى إذا ما انتقلت إلى عالم الخلود وجدت حياة أبدية أسعد وأكرم، في رحاب المعبود بارئ الوجود.

عناصر النفاق والفساد أثارت الشقاق، والتشدد منذ عصر صدر الإسلام شهد مصرع ثلاثة من الخلفاء الراشدين مشهود لهم بالخير، على أيدي الحزبيين المتآمرين على استقامة أمور المسلمين وصلاح أحوالهم، الحريصين على شتات الأمة وتدمير مكتسباتها. من ذلك الحين تسلسلت المشكلات وتوالت المصائب على أمة الإسلام في أدنى الأرض وأقصاها.

لولا ومضات مضيئة وقيادات صالحة حاربت الشذوذ والتطرف وجاهدت لإعادة القافلة إلى الطريق القويم وإصلاح ما أفسده المتشددون.

كان آخرها ولا أزكي أحدا على الله تعالى الإمام العادل الملك المؤسس "عبدالعزيز آل سعود" جدد للإسلام هيبته. أقام دولة العدل والأمان. قضى على شراذم الغلو والإرهاب بمعارك بطولية أبرزها "السبلة".

نحن في هذه الآونة نعاني الشر المستطير من الدواعش داخليا وخارجيا، لم يتورعوا عن تفجير المساجد، وحرم الله الآمن في المدينة المنورة، مما يجب على الغيورين من المواطنين أن يقفوا صفا واحدا لمحاربة هذا الفكر الضال والكشف عن رموزه مهما كانوا.

نحمد الله أننا نشهد في هذا العصر نهضة "سلمانية" تسير على النهج السديد، تتصدى للمارقين هنا وهناك بمعارك الحزم والعزم والحلف العسكري الإسلامي بكل ما أوتيت من قوة. وإن الله على نصرها لقدير.