فيما تطرق اجتماع باكو الذي ضم كلا من روسيا وإيران وأذربيجان، إلى جملة من القضايا السياسية والأمنية، بما فيها سورية وأفغانستان وتهريب المخدرات، غير أن صيغة البيان الختامي جاءت في شكل توصيات أكثر منها قرارات، ما دعا المراقبين إلى التقليل من قيمة هذا اللقاء والإعلانات الصادرة عنه.

ويأتي الاجتماع الثلاثي الذي عقد أمس في العاصمة الأذربيجانية باكو، بمشاركة الرؤساء الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني والأذربيجاني إلهام علييف، قبل يوم من اللقاء المرتقب بين الرئيس الروسي ونظيره التركي رجب طيب إردوغان، بعد تأثر علاقات موسكو وأنقرة على خلفية إسقاط المقاتلات التركية طائرة روسية بالحدود السورية.  ورأت تقارير أن مشاركة إيران في هذا الاجتماع تأتي في إطار محاولاتها الاختباء وراء ظهر روسيا بتوسيع نفوذها شرقا وجنوبا وشمالا، مستخدمة ظروف العقوبات الغربية المفروضة على موسكو، وتورط الأخيرة في سورية، فيما تسعى روسيا أيضا لكسر طوق الحصار الغربي باستخدام الورقة الإيرانية من جهة، وممارسة نفوذها في بعض دول آسيا الوسطى وما وراء القوقاز.  ووصفت التقارير محاولات كل من روسيا وإيران لإيجاد معادلة إقليمية ودولية، بأنها أقرب إلى أفلام "هوليوود"، منها إلى الواقع السياسي الإقليمي والدولي، خاصة في ظل التناقضات الصارخة بين موسكو وطهران، ورفض روسيا القاطع تكوين أحلاف أو تحالفات عسكرية، لافتة إلى أن إيران تسعى بكل الطرق والأساليب لإعلان أي شكل من أشكال التحالف بينها وبين روسيا، وإمكانية دخول أطراف أخرى إليه مثل نظام بشار الأسد، أو أذربيجان.  وأوضحت التقارير أنه رغم أن الطابع الاقتصادي غلب على مجريات اجتماع باكو، إلا أن العامل السياسي توارى في هذا الاجتماع خلف العوامل الاقتصادية، ونقلت التقارير عن مراقبين أن الاجتماع حمل طابعا سياسيا محضا يهدف إلى بذل شتى الضغوط على أطراف بعينها في الشرق الأوسط، غير أن التناقضات بين موسكو وطهران من جهة، وبين موسكو وباكو من جهة أخرى، وتشتت مصالح روسيا قد تصبح من العوائق أمام تنفيذ التوصيات التي وردت في البيان الختامي للقمة الثلاثية.