قالت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية، إن ليبيا تحولت إلى جبهة القتال الرئيسة ضد تنظيم داعش وليست سورية أو العراق، وذلك نتيجة زيادة قلق القوى الغربية من تحول ليبيا إلى منصة لإطلاق العمليات الإرهابية.
وذكرت الصحيفة أن الضربات الجوية الأميركية الأخيرة ضد مواقع التنظيم في سرت كانت متوقعة، وتعد أول تحرك دولي ضد التنظيم خارج سورية والعراق، لافتة إلى أن الضربات الأخيرة لم تكن أولى الغارات التي تنفذها واشنطن داخل ليبيا، لكنها مؤشر على الالتزام الغربي المتنامي لمساعدة الحكومة الليبية عسكريا وسياسيا واقتصاديا.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أكد أن الضربات الجوية في سرت "تخدم مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة، وتهدف إلى مساعدة حكومة الوفاق الوطني في حربها ضد التنظيم".
كما أن الهجمات الإرهابية التي شهدتها أوروبا في الآونة الأخيرة، جعلت القوى الغربية تسعى إلى إنهاء وجود "داعش" في ليبيا، ومنع التنظيم من استخدام الأراضي الليبية منصةً لتنفيذ هجمات إرهابية ضدهم، وليس الأمن الداخلي الليبي.
وتطرقت الصحيفة إلى تصريحات وزير الدفاع البريطاني، مايكل فالون، إذ شدد على ضرورة "اتباع الوسائل كافة لتحقيق الاستقرار في ليبيا بما في ذلك إرسال قوات بريطانية لتدريب قوات حكومة الوفاق الوطني"، مؤكدا أن تنظيم داعش في ليبيا يمثل تهديدا مباشرا لبريطانيا وباقي أوروبا، وأن للغرب مصلحة مباشرة في تحقيق الاستقرار في هذا البلد.
تراجع التنظيم
وحسب "الإندبندنت"، فإنه يُعتقد أن أعداد مقاتلي داعش في سرت تراجعت إلى المئات فقط، وهو أقل مستوى لها منذ عامين، إثر العمليات العسكرية للقوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني، مشيرة إلى تقديرات أميركية سابقة بوجود 6 آلاف مقاتل بين صفوف التنظيم في ليبيا مع توجه مئات المقاتلين الأجانب إليها بدلا من سورية والعراق خلال العام الماضي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الوضع الأمني في ليبيا، كان على قائمة أجندة القمة التي جمعت قادة الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا في أبريل الماضي، إذ ناقشت القمة إلى جانب ملف الإرهاب، أزمة الهجرة غير الشرعية عبر ليبيا، واستئناف الصادرات النفطية لمساعدة الاقتصاد.
أزمتا النفط والهجرة
قالت الصحيفة "رغم أن ليبيا صاحبة أكبر الاحتياطات النفطية في إفريقيا، إلا أن إنتاجها الحالي لا يتعدى 360 ألف برميل يوميا، من 1.6 مليون برميل قبل 2011، وذلك بسبب الأزمة السياسية والأمنية وهجمات تنظيم داعش التي أدت إلى توقف عدد من موانئ وحقول النفط الرئيسة"، مشيرة إلى أن ليبيا تعاني أزمة الهجرة إلى إيطاليا، والتي تفاقمت بسبب عدم الاستقرار في مرحلة ما بعد نظام القذافي، لافتة إلى أن تقديرات خفر السواحل الإيطالية كشفت أن نحو 8 آلاف مهاجر تم إنقاذهم قبالة سواحل ليبيا في الأسبوع الماضي وحده.
كما بلغ معدل الوفيات عام 2015 على هذا الطريق البحري، استنادا إلى بيانات من المنظمة الدولية للهجرة، كان شخص واحد من كل 20 مهاجرا، بينما تنخفض هذه النسبة إلى واحد من ألف، بين اليونان وتركيا.