أكد الباحث السوداني أحمد التيجاني أن الأدب الإفريقي غارق في "بحر الخرافة وعقدة العنف والدم ورائحة البارود". وقال: فرضت الحروب والمجاعات وعبودية المستعمر سيطرتها على النتاج الأدبي الإفريقي حتى أصبحت المآسي والأزمات غنوة الشعراء الأفارقة تتراءى لهم أشباح الآلام وأشعارهم حافلة بتصويرها. جاء ذلك خلال حديثة في المحاضرة التي نظمها "صالون السقيفة" بنادي المدينة المنورة الأدبي مساء أول من أمس، تحت عنوان "الحروب والخرافة في الأدب الإفريقي".
وقال التيجاني: إن مجمل النتاج الأدبي الإفريقي يُظهر أن جل الكتاب الأفارقة المعاصرين وقعوا تحت تأثير الأزمات والحروب وأخذوا يتغنون بأغاني شجية تحيطها الكآبة من كل مكان، بعد أن وجدوا هذا الطرق الفني حبكة يجيدون التغني بها، كما وجد المستعمر في نشر ثقافة الدم والمآسي مصلحة له وشجعهم على مواصلة هذا الطريق الحزين.
وأضاف: شجع المستعمر الأوروبي الفن الإفريقي الحزين ليزيد القبائل فرقة، وسعيا لاضمحلال اللغات المحلية واندثارها وفرض لغته وثقافته في المناطق، وهو وجه من أوجه سيطرة المستعمر الذي نجح في طمس الهوية القومية لأهالي البلاد الأصليين، فساد فيها الأدب والثقافة التي تدور حول الخرافات والأساطير التي تشوبها المبالغة، ويختلط فيها الواقع بالخيال المجنح، تسببت في تأخر الأدب الإفريقي عن غيره، حيث استبدل الشعراء الأفارقة دموع المحبين العذريين التي كانت منهجا للشعراء من العهد الجاهلي إلى قصائد البؤس والشقاء.