أكدت الباحثة في دراسات الطفولة وعضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى الدكتورة أمل بنونة لـ"الوطن"، أن كثرة حالات العنف، والإيذاء، والتخريب في العوالم الافتراضية ينبغي عدم تجاهلها لما لها من عواقب ونتائج عكسية.
أسباب التأثير
أشارت بنونة إلى أن قوة التأثير وسلب عقول الأطفال إلكترونيا تعود لعوامل عدة، أهمها أن هذه الألعاب تركز على جانب تعزيز الذات للطفل أوالمراهق من خلال ما يجنيه من نقاط في الألعاب، أو من خلال تحقيقه مراحل متقدمة منها، بحيث أصبحت مثل هذه البرامج مصدر جذب وإعجاب للكثير من المراهقين والأطفال.
تشتيت العقل
أوضحت بنونة أن هنالك علاقة بين تقدير الذات وبين الحماية من مختلف أنواع الإيذاء، حيث أنه كلما ارتفع منسوب تقدير الذات لدى الطفل تجنب المشكلات، واستطاع حماية نفسه بنفسه وأحبط استهداف المعتدين والمستغلين له إما داخل الأسرة، أو في المجتمع الحقيقي.
وأضافت بنونة "أن التكنولوجيا وإهمال المربين، يعدان من الأسباب الرئيسية المؤدية إلى تشتيت عقل الطفل"، مشيرة إلى أن الطفل يجلس أمام الألعاب الإلكترونية، وخصوصا ألعاب العنف والقتل والتخريب، من دون كلل أو ملل طوال الوقت، لأن تلك الألعاب تشعل بداخله جانب القوة والقدرة على الإنجاز الوهمي لتحقيق أهداف افتراضية أعلى وأكبر".
الاحتواء والدعم
ذكرت بنونة أن الأبناء بحاجة إلى الاحتواء والتقدير، إلى جانب التحفيز والدعم المعنوي النفسي، لتعزيز جانب الثقة في ذواتهم، مؤكدة أن هذا الأمر هو ما استغلته الجماعات الضالة لبث أفكارها المسمومة، مشيرة إلى أن الدراسات أثبتت أن الأبناء الذين يعيشون في بيئة إيجابية، وجو مليء بالدفء والأمان، ترتفع نسبة الثقة والتقدير بأنفسهم، مقارنة بالأطفال المعرضين للعنف وسوء المعاملة.
اللجوء للبديل
تؤكد بنونة أن السلوكيات والمشاعر السلبية تظهران لدى الأبناء الذين يتعرضون للإساءة والاستغلال تجاه الأسرة والمجتمع، منها الرغبة في الانتقام والإيذاء نتيجة تراكم المشاعر السلبية، لافتة إلى أن نظرتهم غالباً دونية حول ذواتهم، حيث يشعرون بالإحباط السريع في عالمهم الحقيقي، ولا يعرفون قدراتهم ومهاراتهم، وقد لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم أو حمايتها.
وبينت بنونة أن من أشهر الجمل التي يرددها الأطفال المحبطون هي "أنا لا أفهم"، "لا أستطيع"، "أنا غبي"، مضيفة أن قليلي الحماسة ليس لديهم روح المغامرة وعادة ما يكونون قلقين أو محبطين، وبالتالي يلجؤون إلى من يشبع لديهم تلك الحاجات في تحقيق الثقة النفسية، بالهروب الانفرادي والمنعزل للعالم الافتراضي أو الإلكتروني.