أثبتت دراسة جديدة لأول مرة، أن البشر حينما يتحدثون بطريقة معينة، فإن الطيور الإفريقية الصغيرة المسماة بـ"مرشدات العسل" تستمتع وتفهم ما يصدره الإنسان من أصوات. وبحسب موقع National Geographic الأميركي الذي نشر الدراسة، فإن هذه الطيور التي تسمع أصوات البشر، تقود الصائدين عادة إلى خلايا النحل التي هي من تبحث عنها أيضا، وبذلك تم إطلاق "مرشدات العسل" عليها.


وظيفة الطير

تقول عالمة الأحياء السلوكية في جامعة انجليا المشاركة في البحث روسكين كلوديا "إنه في العادة يكون التواصل ما بين الحيوانات المدجنة والبشر أمرا معروفا، لكن "مرشدات العسل" تجسد علاقة جديدة تربط بين الحيوان البرّي والبشر منذ آلاف وملايين السنين"، لافتة إلى أن وظيفة الطير "مرشد العسل"، تتجسد في أنه يطير من شجرة إلى أخرى منادياً ومرشدا الشخص حتى يجد أعشاش النحل التي يبحث عنها.

لغة خاصة

بهدف معرفة النتائج، عين الباحثون في الدراسة مجموعة متطوعة من صائدي العسل، بالإضافة إلى أحد سكان محمية "نياسا" الوطنية في الموزمبيق. وفي حالة استدعاء طيور "مرشدات النحل"، يتعين على رجال المحمية أن يصدروا صوتا معينا، وعندما يتم تتبع الطير فإن الصائدين يستمرون في إصدار هذا الصوت لاتباع الطيور، بحيث لا يستخدم هذا الصوت إلا أثناء عملية اصطياد العسل. وذكر الباحثون في تقريرهم "أن في عمليات الصيد التجريبية، اتضح أن مرشدات العسل تضاعف رغبتها في مساعدة الصائدين عند سماعها النداء التقليدي من قبل رجال المحميات، مقارنة بسماعها لأصوات أو كلمات أخرى".

وتوصل الباحثون بحسب هذه النتائج، إلى أن هنالك تواصلا مفهوما ما بين البشر والحيوانات البرية الحرة، بحيث هناك أمثلة مشابهة لما توصل إليه علماء آخرون، من أن الدلافين البرية تساعد صائدي السمك على تعزيز صيدهم في سبيل اصطياد أسماك أكثر لأنفسها.