فيما واصلت الولايات المتحدة غاراتها الجوية على تنظيم داعش في ليبيا والتي بدأت الأسبوع الماضي، بطلب من حكومة الوفاق الوطني، قالت تقارير إن دول الجوار الليبي تخشى من تسلل عناصر إرهابية إلى داخل الحدود جراء تشتت عناصر التنظيم جراء الضربات الأميركية، حيث سيضطر الإرهابيون إلى البحث عن مناطق آمنة في الحدود الليبية الجزائرية والتونسية. وحسب التقارير فقد أعلنت قيادات الدرك الوطني الجزائري ومديريات أمن الجيش والمصالح الأمنية والشرطة، حالة الاستنفار عقب الضربات الجوية الأميركية ضد تنظيم داعش في مدينة سرت غرب ليبيا، كما حركت قيادة الأركان الجزائرية وحدات متخصصة في مكافحة الإرهاب وفرق تابعة للجيش والدرك وحرس الحدود بالناحيتين الرابعة والخامسة اللتين تغطيان فعليا الجهة المحاذية للحدود الليبية والتونسية، إضافة إلى قيام طائرات حربية بطلعات جوية لمراقبة المنطقة الحدودية.
المثلث الحدودي
كثفت قوات الجيش الجزائري تحركاتها خصوصا بالمناطق القريبة من الحدود الليبية، وصحراء تطاوين بالجنوب التونسي التي تعد ممرا للجماعات المسلحة، خاصة المثلث الحدودي الذي تمكنت فيه وحدات الجيش الجزائري، في الأشهر الأخيرة، على مستوى منطقة أبيار الذر داخل الحدود الجزائرية، من القضاء على عدة إرهابيين متسللين واكتشاف مخابئ وأسلحة متنوعة. وبلغ الاستنفار أقصى مستوياته في الحدود مع ليبيا ومع تونس وفي العاصمة، وقرب الفنادق الكبرى وفي المطارات وفي حقول ومنشآت النفط والغاز، والمواقع الحيوية والسيادية.
وتزامنت هذه التحرّكات الأمنية الجزائرية مع وجود تنسيق أمني عالي المستوى مع الجهات الأمنية التونسية قصد تبادل المعلومات من خلال سلسلة من الاجتماعات واللقاءات الميدانية، كما تابع الجيش التونسي تمشيط المناطق الجبلية الغربية على الحدود مع الجزائر في ملاحقة العناصر الإرهابية المتنقلة هناك، شملت جبال الكاف وجندوبة أقصى الشمال ومرتفعات الشعانبي بالقصرين بالوسط الغربي.
معلومات مسبقة
ذكرت مصادر إعلامية جزائرية أن كل الأجهزة الأمنية في الجزائر كانت في حالة استنفار، قبل العملية شن الغارات الأميركية على تنظيم داعش في ليبيا، التي علمت بها منذ أيام عديدة ولم تكن مفاجئة للجزائر، مشيرة إلى أن مسؤولا أميركيا اتصل بالرئاسة في الجزائر وأبلغها بأن الولايات المتحدة ستنفذ ضربات جوية وشيكة ضد داعش في ليبيا، بطلب من حكومة فايز السراج. يذكر أن الجزائر ترفض التدخل الغربي في ليبيا وترى أن الحل في القضاء على داعش في مدينة سرت يجب أن يكون ليبيا ليبيا دون أي تدخل سافر في شؤون الدول لأن نتائجه وخيمة على ليبيا.
الخلايا النائمة
أكدت تقارير استخباراتية غربية، أن تنظيم داعش في ليبيا يتواجد به ما بين 5 آلاف إلى 6 آلاف عنصر ينحدرون من ليبيا وتونس والجزائر ومصر، وكذلك من مالي والمغرب وموريتانيا، موجودون في سرت وطرابلس ودرنة، محذّرة من أن الضربة الأميركية ضد تنظيم داعش قد تدفع الخلايا النائمة التابعة للتنظيم في كامل شمال إفريقيا، للرد عبر عمليات انتقامية في دول أخرى. كما حذر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في تقرير سري إلى مجلس الأمن، من أن يقوم عناصر من تنظيم داعش بالفرار من مدينة سرت، معقلهم الرئيسي في ليبيا، بتشكيل خلايا جديدة في مناطق أخرى، وفي شمال إفريقيا، معربا عن مخاوفه من انتقال عناصر التنظيم إلى مواقع أخرى، وإعادة التجمع في خلايا أصغر وأكثر انتشارا جغرافيا، عبر ليبيا وفي الدول المجاورة".