حذرت مجلة إيكونوميست من إمكان اندلاع موجة جديدة مما يسمى بـ"ثورات الربيع العربي"، مشيرة إلى أن تزايد الاحتجاجات في بعض دول العالم العربي، صغيرة ومحدودة، لكن من المؤكد أنها تنبئ بموجة أخرى من الثورات، وأن الحكام العرب بخوفهم من الشباب وفشلهم في المساعدة، يخلقون الشروط المساعدة على حدوث انفجار آخر.
وأضاف التقرير "الثورات التي وقعت خلال الأعوام الماضية أظهرت أن هناك تعطشا للتغيير وسط الشباب الذين يطمحون للمشاركة، ويبحثون عن مخارج ترضي تطلعاتهم. ورغم أن الشعوب العربية تعبت من الاحتجاجات، والقمع الذي تمارسه بعض أجهزة الشرطة لإخافة الناس، فإنه من المؤكد أن الشباب الذين يعانون البطالة سيكونون سببا في زعزعة استقرار هذه المجتمعات".
وقال التقرير، إن هناك كثيرا من العوامل التي أدت إلى الثورات السابقة، إلا أن العامل الأكثر وضوحا وتأثيرا من غيره هو ارتفاع نسبة عدد الشباب في هذه المجتمعات، وارتفاع نسبة البطالة بينهم، وفشل حكام دولهم في استغلال طاقاتهم للتنمية الاقتصادية.
كما أورد كثيرا من الإحصاءات التي تشير إلى أن المجتمعات العربية هي الأعلى في نسبة الزيادة السكانية، بمعدل يقترب من 2 % في العالم، خصوصا نسبة زيادة الشباب، وتزايد البطالة التي تبلغ في بعض الدول نسبا مرتفعة تقارب 30 % وسط هذه الشريحة السكانية.
ومضى بالقول "الشباب العربي أصبحوا أقل انصياعا للامتثال إلى توجيهات الأب أو الأسرة أو الزعماء الدينيين أو الحكومات، وأصبحوا أكثر عرضة لقيم المجتمعات الغربية، بسبب الفضاء المعلوماتي المفتوح، وانتشار الهواتف الذكية والإنترنت، وشبكات التواصل الاجتماعي التي تتيح لهم المقارنة مع نظرائهم في المجتمعات الأخرى.
ومما يزيد نقمتهم، أن حكوماتهم لا تقدم حلولا عملية لمشكلات البطالة والمشكلات المترتبة عليها، مثل الفقر والتأخر في الزواج والعنوسة التي تضغط على الشباب".
وختم بالقول "الحروب وعدم الاستقرار في الدول التي شهدت تلك الثورات أضعفت مؤقتا التطلع إلى الديمقراطية، وأصبحت أولوية الشباب حاليا هي الاستقرار، وأطهر استطلاع أجراه معهد بيو أن 53 % من الشباب العربي يضع الاستقرار على رأس الأولويات، قبل البحث عن الديمقراطية".