أجمعت دوائر سياسية لبنانية على أن حزب الله كان السبب الرئيس في فشل الحوار الوطني والذي عقد تحت مسمى "خلوة الأيام الثلاثة" الأسبوع الماضي، متوقعة فشل الجلسة الثانية من الحوار والتي تأجلت إلى الخامس من سبتمبر المقبل في ظل استمرار سياسة حزب الله وجماعة إيران في لبنان الهادفة إلى عدم الاتفاق على رئيس جديد للبلاد، مشبهة في نفس الوقت هذه السياسة بما يتبعه المتمردون الحوثيون الموالون لإيران في اليمن والتي تسببت في تعقيد الأزمة اليمنية.
وقال مراقبون إن جميع التوقعات كانت تسير في طريق فشل الحوار، مشيرين إلى أن الحوار بين القيادات اللبنانية كان يفترض أن يفضي إلى تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، إلا أن الفريق الإيراني ممثلا في حزب الله وأتباعه أغرق الحوار بعناوين هامشية بدأت بقانون الانتخابات الجديد لتصل إلى قيام مجلس شيوخ، وفرض شروط على انتخاب رئيس الجمهورية لم ترض القوى السياسية، لافتين في هذا السياق إلى ما ذكره نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم ، قبل بدء الحوار بأنه "لا انتخابات ولا رئيس للجمهورية".
وأضاف المراقبون أن هذا الموقف الصريح من حزب الله وجماعة إيران في لبنان يذكر بأسلوب التفاوض الحوثي خصوصا خلال شهور المشاورات اليمنية الثلاثة في الكويت.
وقالوا "إن الحوثي يقلب برنامج التفاوض رأسا على عقب عندما يتجاهل فعل الانقلاب الذي قام به ويتخطى نتائج الحوار الداخلي والمبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن 2216، ليذهب مباشرة إلى طرح قيام حكومة يتمثل فيها وتشرف على تطبيق أي اتفاق محتمل، فيما المطلوب منه التراجع عن انقلابه قبل أي شيء آخر، وفي لبنان يلعب حوثي هذا البلد اللعبة نفسها".
وأشار المراقبون إلى أن" حزب الله وجماعة إيران في لبنان ينقلبون على الدستور واتفاق الطائف بمنعهم انتخاب الرئيس، ويطرحون شروطا مسبقة تكبل إنهاء الفراغ الرئاسي، من دون الحاجة إلى دستور أو طائف".
وأكد المراقبون أن اللبنانيين يدركون جيدا أن إيران التي تهيمن على القرار اللبناني تنتظر حسما في سورية لمصلحتها حتى تتصرف كما يحلو لها في بيروت، كما تزداد القناعة في صفوف اليمنيين بأنه لا تسوية في اليمن إلا إذا أطيح بالقرار الإيراني في صنعاء.