وطني لن تعصف به ريح شرذمة قليلة ضالة سفكت دماء الأبرياء في الدالوة، والقديح، ونجران، والرياض، وآخرها التفجير الذي وقع بالقرب من المسجد النبوي في المدينة المنورة أطهر البقاع بعد المسجد الحرام، في شهر الصيام! وقبلها كثير من التفجيرات التي راح ضحيتها المئات من الأبرياء، شهداء وجرحى في مدن كثيرة في وطني الغالي. لن يفت في عضدنا هذا الغدر الذي تواجهنا به هذه الفئة الضالة التي تدعي زورا وبهتانا أنها بهذه التفجيرات تجاهد في سبيل الله، والإسلام منها براء. نحن كلنا شعب واحد، لا فرق بين جميع طوائفه، وأطيافه، وأفراده. نعيش في وطن واحد ولد على ثراه ونشأ أفضل وأعظم إنسان، ألا وهو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وفي المدينة المنورة أسس أول دولة إسلامية. وكيف لا تكون بلادنا عظيمة، وفيها ولد كثير من الصحابة الكرام والتابعين العظام، والأئمة والعلماء ذوي الأفهام الذين حملوا مشعل الإسلام إلى العالم. بلادنا مهبط الوحي محفوظة بتوحيدها لله عز وجل، ثم بفضل دعوة أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام: "وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر"، والثابت أن دعوات الأنبياء مستجابة. نعم كلنا وطن واحد، زادتنا هذه الأحداث وحدة، ولم تفرقنا كما كان يظن المتربصون بنا شرا، يجمعنا دين الإسلام، ولغة واحدة العربية، وقيادة واحدة خادم الحرمين الملك سلمان الذي بايعه الشعب على السمع والطاعة، وعلى الوحدة حول راية التوحيد. فيجب علينا أن نحافظ على هذا الوطن بالوقوف متحدين على كلمة سواء ضد الإرهاب، وضد دعاة الطائفية والفتن؛ لأن الوطن يستحق الحب، ورد الجميل، والدفاع عنه، فهو المجد، والتاريخ، والعزة، والحاضر، والمستقبل، فوطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه.