رغم الأزمات السياسية والاقتصادية التي تحيق بلبنان، إلا أن المتحاورين في مفاوضات الحوار الوطني التي دعا إليها رئيس مجلس النواب لإنهاء الفراغ الرئاسي، أو ما عرف بـ"خلوة الأيام الثلاثة"، لم يتوصلوا إلى نتائج تعيد الأمل في الخروج من الأزمات المزمنة التي يعاني منها لبنان.

وقال مراقبون إن انعكاسات الخطاب الذي ألقاه أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، ووجه خلاله انتقادات لقوى سياسية، ضربت مساعي المفاوضات بالاتفاق حول ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، مشيرين إلى أن نتائج "أيام الخلوة الثلاثة" جاءت كما كان متوقعا بعدم الوصول إلى أي اتفاق جديد، انتظارا لإفراج حزب الله وإيران عن منصب رئيس لبنان المرتقب.

وحسب المراقبين فإن هذا الأمر لم يلغ تأكيد المتحاورين على الالتزام باتفاق الطائف ووثيقة الوفاق الوطني، ووجوب أن يبدأ أي اتفاق بانتخاب رئيس للجمهورية، وضرورة السعي إلى إيجاد مخرج للأزمة التي يعيشها لبنان.


خلافات أساسية

أوضح المراقبون أن الخلاف الأساسي في أيام الخلوة الثلاثة، جاء حول إقرار قانون انتخاب جديد والذهاب إلى انتخابات رئاسية من بعدها أم العكس، مشيرين إلى أن

خطاب الأمين العام لحزب الله الأخير، قبيل بدء الخلوة مباشرة، انعكس على المفاوضات، حيث أكد فريق الرابع عشر من آذار، على عدم رغبة حزب الله في انتخاب رئيس للجمهورية، مستدلا على ذلك بعدم ذهاب نواب الحزب إلى البرلمان للتصويت لحليفهم العماد ميشال عون بدلا من إضاعة حظوظه في الرئاسة.


تعنت حزب الله

وبينت التسريبات من غرفة المتحاورين على ربط فريق الثامن من آذار، الذي يترأسه حزب الله، انتخاب رئيس الجمهورية بتحديد اسم رئيس الحكومة الجديد وشكل مجلس الوزراء، وهو ما رفضه فريق الرابع عشر من آذار، الذي رأى في ما يطلبه حزب الله تقييدا لرئيس الجمهورية قبل انتخابه وإجباره على رئيس للحكومة، بما يخالف الدستور اللبناني.

وكان فريق الرابع عشر من آذار قد طالب بتطبيق الدستور اللبناني عبر انتخاب البرلمان لرئيس الجمهورية، ثم عمل استشارات نيابية تؤدي إلى تسمية رئيس الحكومة.





تحذيرات بري

وفقا للمراقبين فإن هذا الأمر يأتي بالتوازي مع تحذيرات رئيس مجلس النواب نبيه بري من خطورة الوضع في الداخل اللبناني والمنطقة، مع تخوفه من إمكان انفجار أي منهما في أي لحظة، مما قد يؤثر بشكل سلبي على مستقبل لبنان وحاضره، بما يفرض على اللبنانيين الوصول إلى اتفاق دوحة لبناني يخرجهم من حالة الفراغ القاتل التي يدور فيها لبنان، كذلك إنقاذ لبنان من بوتقة النار التي تعصف بالمنطقة.

ومن جانبه، قال النائب عن كتلة تيار المستقبل في البرلمان اللبناني الدكتور محمد الحجار، إن مفاوضات الحوار الوطني لم تخرج بشيء لأنه يوجد في لبنان فريق الرابع عشر من آذار المتمسك بالدستور، وفريق الثامن من آذار، وتحديدا حزب الله الذي يريد أخذ لبنان نحو طريق لا نعرف نهايته بسبب رفضه إنهاء الأزمات وتطبيق الدستور.