فيما تمكنت مجموعة من كتائب المعارضة السورية من أسر 23 عنصرا من ميليشيات حزب الله اللبناني خلال تقدمهم في حي الحمدانية بمدينة حلب، كذلك أسر مجموعة أخرى من قوات نظام بشار الأسد داخل منطقة الراموسة، قالت خدمة إنقاذ سورية التي تعمل في منطقة تسيطر عليها المعارضة المسلحة، إن طائرة هليكوبتر روسية أسقطت عبوات من الغاز السام على بلدة قريبة من مكان أسقطت فيه هليكوبتر عسكرية روسية.
ونشر الدفاع المدني السوري الذي يصف نفسه بأنه مجموعة محايدة من المتطوعين في أعمال البحث والإنقاذ تسجيلا مصورا على يوتيوب يظهر فيه عدد من الرجال يحاولون التنفس بصعوبة ويزودهم أفراد يرتدون زي الدفاع المدني بأقنعة أكسجين، وقال متحدث باسم الدفاع المدني إن 33 شخصا معظمهم من النساء والأطفال تأثروا بالغاز في بلدة سراقب، مشيرا إلى سقوط براميل متوسطة الحجم تحوي غازات سامة.
وأوضح عمال الدفاع المدني الذين توجهوا للموقع أنهم يشتبهون في أن الغاز المستخدم هو غاز الكلور، لكن يتعذر التحقق من ذلك.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت الإثنين الماضي أن طائرة نقل عسكرية من طراز إم. إي-8 أسقطت في محافظ إدلب في منتصف الطريق تقريبا بين حلب وقاعدة جوية روسية في حميميم قرب ساحل البحر المتوسط، مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص كانوا على متنها.
مسؤولية المجتمع الدولي
بينما نفت قوات المعارضة استخدام الأسلحة الكيمياوية، اتهمت قوى غربية قوات النظام باستخدام غاز الكلور ومواد كيمياوية أخرى في هجماتها.
كما اتهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية "مروحيات النظام بإلقاء براميل متفجرة تحوي غاز الكلور السام" على بلدة سراقب.
وقال في بيان إنه "بعد قصف المدنيين ومحاصرتهم وقتلهم وارتكاب جرائم الحرب بحقهم، يلجأ نظام الأسد مجددا، وفي خرق لقراري مجلس الأمن 2118 و2235، لاستخدام المواد الكيميائية والغازات السامة"، معتبرا أن "مجلس الأمن الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته بما يتعلق بتكرار استخدام الأسلحة الكيميائية" من قبل النظام السوري.
تقدم المعارضة
أكدت الشبكة السورية لحقوق الانسان في وقت سابق أن فصائل الثوار بعد إعلانهم عن المرحلة الثالثة من معركة "الغضب لحلب" التي دخلت يومها الرابع، حققوا تقدما واضحا على جبهات المدينة، وأن هذا التقدم أسفر عن أسر عدد كبير من عناصر حزب الله وقوات النظام.وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن هذا الهجوم يعد الأكبر للفصائل المعارضة منذ الهجوم الذي شنته في عام 2012 ومكنها من السيطرة على نصف مساحة المدينة.
هجوم مضاد
قال المرصد إن الطيران الروسي شن غارات مكثفة أول من أمس على جنوب مدينة حلب مؤازرة لقوات النظام، مما أبطأ الهجوم الذي تشنه الفصائل المعارضة في محاولة لتخفيف الحصار عن الأحياء الشرقية الخاضعة لسيطرتها في المدينة.
وأشار المرصد إلى قتل 11 مدنيا على الأقل بينهم خمسة أطفال أول من أمس، جراء ضربات نفذتها طائرات حربية "يعتقد أنها روسية" على بلدة الأتارب، أحد أبرز معاقل فصائل المعارضة في حلب.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري، قد اعترف ضمنا بفشل مشروع بدء مرحلة الانتقال السياسي الذي كان مقررا في الأول من أغسطس الجاري.
وقال إنه "بسبب الهجمات المستمرة التي يشنها نظام الأسد وجدت المعارضة نفسها عاجزة عن الحضور إلى جنيف للمشاركة في المفاوضات في حال لم تتوقف المواجهات".
في موازاة ذلك، نقلت مصادر أن "عشرات العائلات خرجت أمس من الأحياء الشرقية عبر ممر الشيخ سعيد جنوب المدينة".