مع استمرار الموجة المطرية التي تشهدها منطقة جازان، وخلال الخمسة أيام الماضية، بلغت إحصائية الحوادث والبلاغات في تلك الفترة نحو 115 حادثا على الطرقات التي أغلقتها تجمعات مياه الأمطار، ودمرت أجزاء منها كذلك في عدد من محافظات المنطقة وقراها، فيما انتشلت فرق تابعة للدفاع المدني سبع حالات لغرقى بينهم طفل، سقطوا نتيجة الأمطار والسيول التي شهدتها المنطقة.



انتشال 7 غرقى

أوضح المتحدث الرسمي للهلال الأحمر بجازان بيشي الصرخي أن غرفة العمليات تلقت صباح أمس بلاغا عن سقوط طفل في صرف صحي في قرية حاكمة أبوعريش، وعلى الفور تم توجيه فرقة إسعافية إلى الموقع، وتم انتشال الطفل وعند خروجه كان يعاني من توقف قلب وتنفس، وعمل إنعاش قلبي ورئوي له، وتم نقله إلى مستشفى أبوعريش العام، علما أن موقع سقوط الطفل "6 سنوات" كان قريبا من منزله.

وبين المتحدث الرسمي لمديرية الدفاع المدني بجازان الرائد يحيى القحطاني أن الدفاع المدني بمحافظة صبيا تلقى بلاغا عن انجراف سيارة بوادي شهدان بها عائلة، وتم إرسال الفرق اللازمة للموقع وعند الوصول اتضح نجاة أحدهم، وجرف السيل للباقين وعددهم 5 أشخاص، وتم العثور على الجثة ا?ولى مساء أول من أمس، فيما عثر على باقي الجثث ا?ربع أمس، بعد استمرار أعمال البحث من قبل الفرق وبمساعدة المواطنين.

وفي صباح أمس تمكنت فرق البحث والإنقاذ بالدفاع المدني في محافظة صبيا من انتشال غريقين آخرين سقطا في سيول وادي شهدان، بعد العثور عليهما بالقرب من قرية أم الشباقا بصبيا، وتتراوح أعمار الغريقين ما بين 15 و17 عاما.



إغلاق الطرق

في محافظة الداير والقرى التابعة لها أدت الأمطار السيول التي شهدتها المحافظة خلال الأيام الماضية في إغلاق عدد من الطرقات وانجراف العديد من المزالق والكباري، وعزلت قرى عثوان عن بقية المحافظة، وضاعفت معاناة السكان في الوصول إلى منازلهم، وقضاء احتياجاتهم، وهو ما دفع الأهالي لإزالة بعض الحجارة والصخور التي أغلقت طرقاتهم.

وأوضح مدير إدارة الطرق بجازان المهندس ناصر الحازمي أنه تم استنفار جميع الجهود الممكنة لمواجهة أثار الأمطار التي هطلت والسيول التي جرت.

وأضاف أنه تم التأكيد على جميع المقاولين بضرورة تكثيف العمل وتفعيل دور دوريات المراقبة ومتابعة جميع الطرق، وأن التواصل مع المقاولين يتم بشكل مستمر، كما تم ردم الانجرافات التي حصلت بطريق صبيا العيدابي، وشفط المياه المتجمعة على طريق جازان - صبيا، وطريق صبيا - أبوعريش، كما يتم متابعة جميع مجاري الأودية والمزلقانات وتنظيفها فور توقف جريان السيول.



لجنة لحصر الأضرار

شرعت محافظة الدرب بتكوين لجنة لاستقبال المتضررين من الأمطار والسيول التي شهدتها المحافظة، وبدأ الحصر واستقبالهم من قبل اللجنة المكلفة بهذه المهمة، ومنها الوقوف على المنازل المتضررة ومعاينتها.

وبين محافظ الدرب غازي الشمري لـ"الوطن" أنه تم حصر أسر تضررت منازلهم من السيول، وتم عمل اللازم معهم في حينه بتسكينهم في شقق مفروشة، والآن جار استقبال بعض ممن  تضررت منازلهم ومعاينتها والرفع بها للجهات المختصة، وأما ما يتعلق بالأضرار المستمرة عند هطول الإمطار فهي تتكرر دائما إما على مزرعة أو عقوم وهذه شكلت اللجان لمتابعتها ولكنها لا تصل إلى درجة الإخلاء.



مستنقعات في الشوارع

في محافظتي أحد المسارحة وصامطة كشفت الأمطار سوء تنفيذ مشاريع الطرق وشبكات تصريف المياه بعد انتشار الحفريات قرب فتحات تصريف المياه، وأغلقت البرك المائية معظم الشوارع الفرعية والرئيسية التي أدت لتعطل عدد من مركبات المواطنين.

وشكل المجلس البلدي بأحد المسارحة لجنة عاجلة مكونة من المحافظة والبلدية والدفاع المدني والمرور والشرطة، للاطلاع على شوارع المحافظة المتضررة من الأمطار، وسجل المجلس تقريرا ومحضرا عن تلف جميع شوارع المحافظة، والتي تضرر منها المواطنين ومركباتهم بسبب الانهيارات، وأرفق المجلس صورا مع المحضر.

كما واصلت بلدية المسارحة نزح المياه من الشوارع في أحياء المحافظة، وقرى أبوحجر، والشعفولية، والإسكانات.

وفي محافظة أبوعريش علمت "الوطن" من مصادر مطلعة أن أماكن تجمع مياه الأمطار بالحي الجنوبي وتحولها لبرك مائية ومستنقعات أمام منازل المواطنين، بسبب إغلاق عبارات التصريف من قبل مستثمرين، وبناء أحد الأسواق.



تصريف المياه

أوضح المتحدث الإعلامي لبلدية محافظة أحد المسارحة طاهر صيرم أن البلدية قامت بتصريف المياه المتجمعة، وفتح الطرقات، وردم الأماكن الهابطة المتضررة، مضيفا أن البلدية استأجرت معدات شفط إضافية للإسهام في سرعة شفط المياه في المواقع المتضررة.

وفي مركز الموسم تسببت الأمطار في انهيارات كبيرة للطرق وتجمع المستنقعات ومحاصرتها للدوائر الحكومية، وسقوط بعض المعدات في تجمعات المياه. وبين رئيس بلدية الموسم المهندس أحمد علوان أنه تم ردم الانهيارات التي حصلت ببعض الشوارع، وشفط المياه المتجمعة عند المستشفى، وبعض الدوائر الحكومية ومنازل المواطنين، مشيرا إلى أن العمال والمعدات ما زالوا في حالة استنفار كبيرة أثناء وجود أي خطر.