أرجعت عدد من الفنانات التشكيليات في عسير غيابهن عن الساحة الفنية وقلة نشاطهن الفني، إلى ما وصفنه بـ"قلة الدعم والفرص المتاحة"، إضافة إلى ضعف الحركة النقدية بالمنطقة، وأكدن أن الكثير من الفنانات لجأن للمشاركة الخارجية بأعمالهن نظراً لقلة المعارض الفنية، وأن بعضهن ونتيجة للقيود الاجتماعية لا يستطعن حتى كتابة أسمائهن على الأعمال الفنية الخاصة بهن.

هروب خارجي

ترى الفنانة التشكيلية ختمة السهل أن غياب الدعم وعدم إتاحة الفرص للفنانات بعسير أديا إلى غيابهن وقلة نشاطهن الفني، مشيرة إلى أن ذلك تسبب في إحباط بعضهن، فيما لم تزل الأخريات يقاومن، حيث لجأن إلى المشاركة بأعمالهن خارج المنطقة. وقالت "الفنانة بعسير بحاجة إلى إتاحة الفرص من خلال إقامة دورات دورية، وإقامة معارض دائمة لهن، وإنشاء مقر خاص يمارسن الرسم فيه".

من جانبها، اعتبرت الفنانة سلمى القحطاني أن الفنانات بعسير لم "يقصرن في إظهار فنهن"، وتستدرك "لكن غياب الدعم وقلة الفرص غيبا الفنانة عن الساحة التشكيلية بمنطقة عسير، مما يجعل أغلب الفنانات يحرصن على المشاركة الخارجية وشحن أعمالهن إلى مناطق مختلفة من المملكة مما يترتب على ذلك من تلف للوحات أثناء الشحن"، وقالت: "مما يقلل من نشاط الفنانات وغيابهن انعدام الورش التدريبية، وتأخر وصول إعلانات إقامة المعارض مما يربك الفنانة، فلا تستطيع تنفيذ شروط المسابقة لضيق الوقت مما يؤدي إلى عزوفها عن المشاركة، إضافة إلى قلة المعارض التشكيلية على مستوى المنطقة الجنوبية.

جدران المدارس

تؤكد الفنانة التشكيلية ومعلمة التربية الفنية عفاف دعجم أن المنطقة الجنوبية زاخرة بفنانات ومبدعات يمتلكن إمكانات ومواهب جميلة.

وتقول "هذا ما لمسته بحكم تدريسي للتربية الفنية على مدى سنوات عديدة وأجيال مختلفة، ولكن ذلك الفن لديهن محصور للأسف في جدران ومعارض فنية مدرسية". وأكدت أن الفنانات في منطقة عسير "لم يجدن فرصتهن في الظهور كغيرهن من بقية فنانات المملكة"، مرجعة ذلك لعدة أسباب ،ذكرت منها "عدم وجود ملتقيات فنية لهن، إضافة إلى النظرة الاجتماعية للفنانة، حيث لا تستطيع بعض الفنانات كتابة اسمها على لوحتها الفنية، كما أن الفنانة هنا لا تستطيع الاحتكاك بالمجتمع الفني، خصوصا مع الرجل بحكم خصوصية المجتمع، إضافة إلى ضعف الحركة النقدية في المنطقة بصفه خاصة وبالمملكة بصفة عامة".

وأضافت: "الفنانة إنسانة أكثر حساسية من غيرها ولديها حب وولاء لريشتها وكانت ولا زالت تبحث عن من يصحح أخطاءها لأنها تريد أن تتقدم وتتفوق، والفنانة بعسير نحتت الصخر وتغلبت على عوائق وصعوبات مجتمعها وأثبتت وجودها داخليا وخارجيا".

واستدركت "هنا لا بد من الإشادة بدور الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بعسير، التي أتاحت الفرصة لحرفيات وفنانات المنطقة للمشاركة من خلال برنامج بارع والتركواز ماونتن والإشراف على فعالية شارع الفن الذي كان حلما وتحقق لكل مبدعي ومبدعات منطقة عسير".

وفق المتاح

رد مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بأبها أحمد السروي على ما ذكرته التشكيليات من ضعف الدعم لهن، بالتأكيد على أن الجمعية حريصة على إشراك الفنانات في كثير من البرامج والفعاليات "وفق ما هو متاح"، مشيرا إلى أن هناك خطة منهجية يتم من خلالها تقديم الورش  التدريبية.

وأضاف: "هذا العام قدمت الجمعية دورة خاصة للرسم بالسكين، إضافة إلى دورة خاصة بفن النقش والقط العسيري قدمتها المدربة فاطمة الألمعي وشاركت فيها أكثر من 50 متدربة، واختتمت بمعرض عرضت خلاله الأعمال من نتائج الدورة، كما أطلقت الجمعية هذا العام مسابقة تشكيل وهي خاصة بالفنون التشكيلية لفناني وفنانات عسير، واختتم ذلك بمعرض خاص افتتحه أمين منطقة عسير، كما تم تقديم إقامة معرض خاص بالنقش والقط العسيري هذا العام في أحد المراكز التجارية وافتتح من قبل مساعدة المدير العام للشؤون التعليمية الأستاذة نورة مفرح".

وكشف أنه تم الإعلان أخيرا عن مشاركة الجمعية في شارع الفن من خلال المعرض الدائم الذي سيقام، وحتى هذه اللحظة تم استقبال الكثير من المشاركات من فناني وفنانات المنطقة وسيتم افتتاحه قريبا.

وقال "أدعو الفنانات للتواصل معنا من خلال اللجنة النسائية لتقديم برامج إثرائية ونوعية خاصة بالفنون البصرية، خاصة أننا مقدمون على تقديم أبها كعاصمة سياحية جديرة".