منذ أن بدأت أعمل في الإعلام الرياضي في نهاية 1998، وأنا أسمع عن بيع مباريات وشراء ذمم لاعبين ومدربين وحكام، ولكن لم نتوقف بجد عند حالة واضحة ومدعومة بالأدلة والبراهين، في كل مرة أتابع مثل تلك القضايا اصطدم بالجملة الشهيرة (بعطيك معلومات لكن لا تحط اسمي ولا تعرفني ولا أعرفك)، وهنا تنتهي مهمة البحث ويغلق الملف صحفياً، فلا يمكن أن تعتمد على معلومات صاحب تلك الجملة لأن الله وحده أعلم بالنوايا وما تخفيه الصدور، ولأن شغف الصحافة ما زال يعيش في داخلي فأنا سررت جداً عندما أعلنت الهيئة العامة للرياضة في بيان شفاف وواضح عن قضية شبهة تلاعب في نتائج بعض مباريات دوري الدرجة الأولى، وكدت أن أخرج في الشوارع وأردد كلمة (وجدتها.. وجدتها) مثل العالم اليوناني أرخميدس عندما اكتشف نظرية (قاعدة الطفو)، فرحتي ليست مرتبطة بالشماتة أو محو ذلك، ولكن لأنني كنت أدرك تماماً أنها موجودة ولكن بلا دليل ملموس، فمن حقي أن أفرح مثل أرخميدس بعد أن ثبت وجود ما كنت أتتبعه منذ سنوات، حتى لو لم أكن من المتحققين أو الباحثين عن الأدلة التي وثقت بالاعتراف التام من قبل الراشي والمرتشي، وهنا يجب أن نقول للطرفين كيف ستقابلون ربكم وقبل ذلك كيف سيتقبلكم مجتمعكم، وقبل ذلك ما الذي ستقولونه لأسركم من أبنائكم وزوجاتكم وأولياء أموركم، لا تهربوا بفعلتكم الشنيعة بالجملة التي ليس لها مكان من الإعراب (راس مالها كورة.. لعب في لعب)، وأنا أقول لا تلعبون على عقول المحيطين بكم بهذه الجملة، مثل ما كُنتُم تحاولون أن تلعبوا بها على ضمائركم التي قتلتموها بسبب (لعب كورة).. ارحلوا عن وسطنا الرياضي غير مأسوف عليكم وَيَا ليت يكون العقاب بأن يكتب على بيت كل واحد منكم عبارة (داخل هذا البيت يسكن "راشي أو مرتشي" بسبب لعب كورة). وفي الختام لا يسعني أن أقول إلا شكراً عبدالله بن مساعد على الوضوح والشفافية والأمانة والمصداقية.