في حادثة أورلندو في أميركا التي قتل فيها عشرات الشواذ بعد حادثة إطلاق النار من قبل شاب تبين أنه مسلم قامت وكالات الأنباء والصحف والقنوات باعتبار الفعل إرهابا داعشيا مرتبطا بالكراهية الدينية، ثم بعد أيام اعترفوا على استحياء بأنه مجرد تصرف فردي انتقامي من رجل لا يختلف في ميوله الجنسية عمن قتلهم.

في الجريمة الأخيرة في السعودية التي وصفت بأنها هزت المجتمع أشير مباشرة إلى داعش، وبالتالي إلى أن المحرك الأول هو الاعتقادات الدينية التي كان يؤمن بها الفتيان.

على أي أساس ظهر هذا الاتهام؟ حتى الآن لم تظهر الإجابة المقنعة، ولعلنا نكتشف بعد فترة أن الغلامين مصابان بمرض نفسي قادهما إلى استعمال العنف تجاه أسرتهما، كما قاد آلاف الشباب حول العالم، فطالعتنا الأخبار بقيام طالب آسيوي بفتح النار على زملائه بالجامعة في أميركا أو فتى في الخامسة عشرة قتل أمه وجلس بجوار الجثة يتأمل فعله، بل إن من الجرائم الأخيرة في بريطانيا قتل أم شابة لطفلتها في حفل شيطاني عقدته عبر النت وبحضور مجموعة من عبدة الشيطان.

إن العالم يجنح نحو العنف بكل أشكاله، ونحن جزء منه خاصة بعد العولمة وارتباطنا به عبر وسائل التواصل التي باتت مرتعاً للعنيفين والمجرمين يسوقون بضائعهم بطريقة غير مباشرة، وبطريقة مباشرة فينجحون مع المراهقين الذين لديهم استعداد نفسي للعنف لم يدركه الأبوان بسبب ميل مجتمعنا إلى عدم مراقبة أطفالهم وسلوكهم النفسي.

من المثير للقلق أن يقوم المجتمع بنماذجه المثقفة بصرف أذهان الناس عن أسباب هذه الجرائم نحو من لديهم ثأر قديم معهم في استغلال غير نزيه للحادثة، فلو كان ابن تيمية وكتب الدين هي السبب لكانت نسبة الإرهابيين في المملكة تتجاوز 90% من الشعب، فكلنا تربينا على فتاوى ابن تيمية ودرسناها، وهذا يشمل هؤلاء المثقفين، فكيف نجونا جميعاً ولم ينج الغلامان.

مجتمعنا بحاجة حقيقية إلى علماء النفس والاجتماع وبقوة الدولة لفرض الصحة النفسية وأهميتها على المجتمع وتوفير الاستشارات النفسية والحرص على قيام الآباء بدور أكبر في مراقبة سلوك الأطفال.