مزايا الشورى الإسلامية لا تُقارن مطلقا بـ"البرلمانات" ومجالس الأمة التي تطبق أساليب "الديمقراطية" المنتخبة الغربية من حيث الالتزام بالتوجيه الرباني والنهج النبوي عوضا عما يحصل من تراشق بالكلمات.. تبادل اللكمات والمقارعة بالأحذية!
الشورى بين المسلمين تتم بندوات وقورة ومجالس محترمة منضبطة بتعاليم الدين، هدفها إصلاح أحوال الأمة ومعالجة إشكالاتها وإبداء الرأي السليم مُستخلصاً من أغلبية العقول النيّرة لا تجتمع إلا على الخير.
هذا ما رأيته ولمسته من أعضاء المجلس التأسيسي الذين شرفت بزمالتهم والعمل معهم .. وهو ما دأبت عليه الدورات المتعاقبة حتى الوقت الحاضر مع تنامي عدد الأعضاء والعضوات من صفوة المجتمع.
يؤخذ على البعض وهم قلة الخروج بتصريحات فردية بين الحين والآخر تُحسب على المجلس وتثير الجدل والنقاش على وسائل الإعلام المتعددة والمجلس براء منها لأن القرارات تتُخذ فيه بعد دراسة واستقصاء من اللجان ومن ثم التصويت بالأغلبية والرفع لولي الأمر حفظه الله.
التصريحات الفردية من بعض الأعضاء لا تُقدم ولا تُؤخر، هي مجرد اجتهادات وطروحات لا تعبر إلا عن شخص قائلها غير أنها تثير البلبلة بين عامة الناس وتُحرج المسؤولين بالمجلس الموقر.
حبذا لو تقيد كل عضو بحرفية القسم الذي أداه في بداية عمله بالمجلس فهو كاف لصيانته من مزالق الخطأ وسقطات اللسان.
الانتخابات مطلب جميل برّاق بيد أنها بعد التطبيق شيء آخر، فضلاً انظروا ماذا فعلت ببعض المجالس الأدبية والبلدية وغيرها.
لعل الوقت لا يزال مبكراً عليها مادامت (الفزعة) والنزعة القبلية سائدتين بأوساطنا دون الالتزام بالصالح العام.