غريمكَ الحزنُ.. غيرُ الحزن ما قتلكْ
هذا الذي ألهبتْ سَوْراته مُقَلَكْ
رمى بك الخِلُّ في لفَّاحِهِ ورأى
ملامحَ الحسن قد ذابت وما سألك
لا لا ألومك.. ثارت في سماك ضحًى
عواصف اليأس، حتى ضيَّعتْ أمَلَك
ماذا لقيتَ على ضرَّاءِ عيشته؟!
إلا ربيعك في بأس السنين هَلَك
يا عزَّ نفسِك، كم قاسيتَ من عللٍ!
وكم كتمت ولا تشكو له عِلَلَك
رضيتَ بالصمت يا مسكين.. فارْضَ به
على انكسارك تحيا حينما خذلك
كم يَخْجل الصبُّ! لم تعرف على يده
غير الهوان، وما راعَى ولو خجلك
لم يلق وجها به يلقاك من أسفٍ
فكم تمادى! وكم أزرى وكم عذلك!
عُمْرا ركائبه تغشى على سبلٍ
كما يريد، ولا يغشى بها سُبُلك
يسابق الريح، مفتوناً بلذَّته
ما حطَّ من فَلَكٍ إلا استطاب فَلَك
يرى له الحقَّ.. يأبى أن تعاتبه
ولا يطيق على آرائه جَدَلَك
فرشتَ في دربه ورداً، فأبصَرَه
شوكاً، وبدَّد في أهوائه حِيَلَك
يسقيك من كأسه صاباً تُجرِّعُهُ
على كفافٍ وكم أسقيتَه عسلك
وكم غزلتَ خيوط الليل.. ضِقتَ به
حتى طواك، على أوهامه غزلك
عطشى لياليك، ماذا في قواحلها؟
لا ضوء فيها، وليل الناظرين حَلَك
يا سوء حظك، ما أقسى نكايتَه
إذا نصيبك أنْ تهوى الذي قَتَلك
فليهْنَكَ اليوم، عـدّاء الدروب صحا
وباع ما يشتهي كي يشتري مُقَلك
صَحا ويحمل واهي العذر.. حجّتُه
ما هام إلا وفي خفاقِهِ حَمَلك
كما عهدتَ، فلم يخلع عباءته
ولا تبدَّل من عَرْض الهوى بَدَلَك
المسْ على روحه إن قلتَ أين أنا؟
فما تزال لها روحاً كما جعلك
محلُّكَ القلب، راضيكَ النزولَ به
على يقينٍ، فأكْرِم بالرضا نُزُلَك
علي رديش