انفلات إعلامي تشهده الساحة الرياضية الإعلامية السعودية وتحديدا الكروية منذ عدة سنوات، إذ أصبح الإعلامي لدينا أكثر أهمية وشهرة من النجوم واللاعبين والمدربين والإداريين وحتى المعلنين، كنتيجة حتمية لهذه الغوغائية والفوضى العارمة للظهور الإعلامي المكثف، والنقاش في كل المواضيع دون تردد أو تحفظ.
شخصيا، لا استطيع الظهور المتكرر بهذا الشكل، لأنه ليس لدي ما يمكن أن أقوله، وأعجب من الزملاء وهم يمتلكون هذه القدرة العجيبة في الحديث في كل تفاصيل لعبة كرة القدم وبلا حدود، كالاحتراف والتسويق والاستثمار والإجراءات الإدارية والفنية وعالم المدربين واللوائح، وبعضهم لا يحمل أدنى شهادة علمية أو تخصصية أو خبرة ميدانية تخوله لذلك.
هذا الانفلات الإعلامي لم يضف إلى كرة القدم السعودية شيئا يستحق التوقف عنده، فمنذ بدء استضافة كل من هبّ ودبّ في الإعلام الرياضي السعودي "المرئي"، بدءا من عام 2008، ومنتخباتنا وأنديتنا تشهد هبوطا فنيا أدى إلى خروجها من معظم المسابقات الكروية القارية والإقليمية.
اليوم، وفي هذا الشهر الفضيل، تشهد البرامج الرياضية ازدحاما حضوريا لأكثر من خمسة إعلاميين ومحللين في كل برنامج، وما بعنا بالكوم إلا في هذا الشهر الكريم، وليت هناك من فائدة حقيقية، فكل ما يدور فيها ويناقش هو نفسه الذي تم مناقشته والحديث فيه طوال الموسم والمواسم السابقة، إلا ما ندر من بعض الضيوف، تكرار ممل جدا للمشاهد والمتابع الرياضي الذي يريد الفائدة.